قصة

تارك دين في رقبتي يا ابويا

تارك دين في رقبتي يا ابويا

أشرف محمد جمعه

 

أسرة فقيرة تعيش في إحدى قرى الصعيد النائية ،مكونه من اب وثلاثة من الأبناء الذكور، جابر وسعيد ومحمود ويعملون جميعا بجانب ابيهم في الزراعة لدى الغير.

ولم ينالوا قسطا من التعليم الا بعض من سور القرآن عندما كانوا صغارا يذهبون الى كتاب القرية، وفي احدى المرات وبعد انتهاء عملهم في الزراعة كان يتحدث جابر مع احد الغفر المسؤولين عن حراسه مخازن الجمعية الزراعية.

وهو يداعبه ويضحك وهو واقف بجوار اخوته وامسك البندقية واخذ يقلد الغفير ولكن فجاه خرجت رصاصه من فوهه البندقية، لتستقر في صدر اخيه سعيد الذي لم يمر على زواجه سوى 20 يوما فقط .

واخذ جابر يصرخ سعيد والله ما اقصد اغيثوني، وفي هذه الأثناء سمعت امراه بالجوار صوت الرصاصة، ولما حضرت شهدت الدماء تغطي جسد سعيد الذي كاد ينفذ انفاسه الأخيرة ، واخذت تصرخ حتى تجمع نساء القرية وازدادوا صراخا .

واخذ اهالي القرية سعيد في محاوله يائسة لإنقاذه وهم في طريقهم الى الوحدة الصحية لاقى سعيد ربه، وعلى الجانب الاخر نجد اأب المكلوم الذي قتل ابنه بيد اخيه ،وفي هذه اأثناء قبض الغفر على جابر الاخ الاكبر القاتل.

وعند وصول سيارة الشرطة التي تم ابلاغها قامت باستلامه منهم، وقدمته للمحاكمة وقد انتدبت المحكمة احد المحامين الشباب للدفاع عن جابر، كحق قانوني ، وقد بذل المحامي الشاب جهدا كبيرا لإثبات انه قتل خطا .

وبالفعل أصدرت المحكمة حكمها بالحد الأدنى من العقوبة، وكان الالم ما زال حاضرا في البيت حيث امه تبكي ليل نهار، وزوجه سعيد تلك الزوجة التي لم تعش مع زوجها سوى ايام قليلة.

وتبكي ولا تخرج من غرفتها وبعد فتره بسيطة بدا يتحرك في احشائها جنين نعم انها حامل من سعيد، وكان هذا الامر كأن الله اراد ان يهدئ، نفوسهم ويطيب خاطرهم، وبدأ الأب في التراجع صحيا، وقد ظهر ابن سعيد إلى الحياة.

فقد اسماه جده عادل وفي هذه اأثناء وبعد انتهاء فتره العقوبة التي قضاها جابر في السجن، والتي تعرف اثناء سجنه على بعض تجار المخدرات وبعد الخروج من السجن تعهد على العمل في هذا المجال.

من خلال تواجده في قريته وتحت ستار العمل في الزراعة، وبالفعل بدأ في بناء بيت جديد وكبير له ولأولاده، وبيت اخر لعادل ابن أخيه سعيد والذي كان يحبه جدا، ليعيش فيه ابنه عادل مع امه وتعهد بتوفير كل ما يلزم وكانت ام عادل حريصة على تعليم ابنها.

وفي نفس الوقت تعمل على تغذيه عقل ابنها بضرورة اخذ الثأر لدم ابيه، ويوم بعد يوم كبر عادل وانهى تعليمه الثانوي ودخل الجامعة على خلاف ابناء عمه جابر، الذي كان يعامله بعطف وحنان وكانه ابنه حتى انهى عادل تعليمه .

ولكن لاحظ أن بعض أهالي القرية يهمسون ويلمزون عليه عند مروره أمامهم من وقت الى اخر، وهذه عاده في الصعيد إن عمه قتل ابيه وانه لا يصح أن يصنف من الرجالإن لم يأخذ ثأر ابيه، ولكن عادل كان له راي اخر.

كان يريد أن يأخذ بثأر ابيه على أن لا يعاقب جنائيا، وفكر كثيرا ولكن تذكر انه اثناء دراسته الجامعية، اسم احد أساتذة القانون المشهورين في القاهرة، عليه ان يذهب اليه ويستشيره وبالفعل سافر اليه في حين كان عمه جابر يغدق عليه بالأموال.

مما يجعله يتحرك بحريه وصل عادل الى مكتب المحامي الكبير وفي جلسه خاصه بينهما، شرح له الفكره فقال المحامي، ولكن هذا الامر سيكلفك فأجابه سعيد اللي تقول عليه ، قال له هاخذ مليون جنيه.

واتفقا ووضع المحامي الخطة بأن يشتري عادل بندقيه ويذهب الى حداد في مكان بعيد عن قريته، وينشر ماسورة البندقية، ثم يقوم بعمل جراب من القماش الاسود ، بحيث انه لا يعلم احد ما هذا الشيء .

وبالفعل نفذ عادل المطلوب بالضبط، وكان يوم السوق الاسبوعي في القرية وفي الظهيرة وامام اهل القرية جميعا، وقف عادل وهو يصرخ في عمه لقد قتلت ابي منذ 25 سنه، وراعيتني .

ولكنه دم ابويا يا ناس يا اهل القرية يا اهل بلدنا الرجل ده عمي وقتل ابويا، وقام بإخراج البندقية من طيات ملابسه واطلق منها الرصاص واحده تلو الاخرى واردى عمه قتيلا امام الجميع.

وانصرف سريعا حتى يخبئ السلاح، وعندما جاءت الشرطة سألوا الناس بعضهم قالة لقد جاء عادل هو يصرخ في عمه واخرج من جيبه بندقيه، وقال اخرون اخرج مسدس كبير نسبيا .

وقال اخرون هي حاجه لونها اسود وقتل عمه وفي تحقيقات النيابة انكر عادل ماقيل وهنا د جاء دور المحامي الحازق الأريب ،الذي ركز على تضارب اقوال الشهود مع عدم عثور رجال الشرطة على سلاح الجريمة المستخدم اثناء القبض عليه، واثناء تفتيش بيته .

وقد اعتبرت النيابة ان حديث عادل لعمه عباره عن تهديد شفوي فقط ،وامر بإخلاء سبيله من سرايا النيابة، وهنا فقط هدأ سعيد وامه بحر بعد اخذ الثأر لأبيه، حسب العادات والتقاليد الصعيدية القديمة، والتي ما زال يعمل بها في بعض الاماكن في الصعيد حتى الان، ولو كان من سيؤخذ منه الثأر من العائلة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى