أدب

لأنني عشقتك بخوف

لأنني عشقتك بخوف

حسام الدين صبري 

 

 

رُبمَا حُبي
هو الذِي ضَيَّعَنِي وضَيَّعَك
بَعثَرَتنِي شَظَايَا الخَوفِ
وحَسِبتُ أنَها سَتجمعك
زَرعتُكَ
حُبًا وأحلَامًا في أرضِي
ودَعَوتُ اللهَ ألاَ أفقِدَك
ولِأنَنِي عَشِقتُكَ بِخَوفٍ
كَادت يَدِي أنْ تَقلَعَك
يَافَجرا أطَلَّ عَلى الدُّنيا
وأشرَقَ في وجهٍ أطفأك
يَانُورا أضَاءَ العُمرَ والَليَالِي،
أجهَضَ ظَلامي مَطلعَك
سَتَرحَلُ
سَتَرحَلُ عَني إجبَّارًا
فَلاَحُبَّي أغنَاكَ
ولاَصَدري كَانَ يَومًا مأمنك
ولاَ شَطّي سَتَرسُو عَلَيهِ
حِينَمَا الأيام تَجلدك
هَكَذا أنَا في عَينِكَ طِفلٌ بَاحَ
بِكُلِ أسرَاركَ
وهَرِم مَا استطَاعَ في الشِدَةِ
أنْ يَحَمِلَك
وهَمَجِيٌ بِلاَ قَلب أرَادَك ذَليلا
مُكَبلة يدك
رُبما لَو بَحثت في الأسبَابِ
لَرَأيتَ العِلةَ أنْي أعشَقُك
ولِأنَنِي عَشِقتُكَ بِخَوف أدمَى
الخَوفُ مِعصَمِى وأفلَتَك
أنَا لاَأرتَجِي عُذرًا ولاَ أرتَجِي لِقَاءً
ولاَ سَأشكو الظَمأ كُلمَا
حَانَ مَوعِدُك
فَجرت في أرضِي اليَنَابِيعَ
والرَيحَانَ والرَبيع وبِجَهلِي
حَرمتُ في أرضي مَواسِمَك
يَالِجَهلِي واغتِرَابي واحتِرَاقِي
وانشقَاقِي عَنِ الحَقِ
كَيفَ غَدَوتَ نَارا نَارا تَحرِقُك
رجَوتني أُبقِي البَسمَةَ فَوقَ
الشَفَةِ الحَزِينَة
فَمَلئتُ فَمَلئتُ أنهَارَ أدمُعِك
أنَا لاَ أُجِيدُ فَنَّ الدِفَاعِ
ولاَ أجِيدُ فَنَّ الدمُوع
ومَااعتَدتُ عُمري العَزفَ عَلى
وَتَرٍ مَقطُوع،
لَن أترجاكَ تَبقَى مَعِى
فَرحَلْ إن كانَ الرَحِيل يُسعِدك
إنْ لَم يُثنِيكَ حُبٌ في دَمي
وكَأسُ ندمٍ تَجرعتَهُ لَيلَ نهَار
لاَ حِيلَةَ لَدي ولاَ خَيَار غَيرَ
أنَ قلبي في الرَحيلِ سَيتبَعَك
لاَ تَحسَبنَّ صَمتي كِبرِيَاء
فَاللحُب عِزَّةٌ
وعِزّتَهُ هِي التي رَفعَتك
إنَمَا صَمتي اعتِرَافٌ بِمَا
جَنَيتهُ واقترَفتَهُ يَدِي عَن
غَيرِ عَمدٍ أبعَدك
إن كَانَ يُرضِيكَ رجَائي فَإني
أدعو الله وأرجوهُ لَيلَ نهَار
أنْ يُبقِيكَ
شَمسًا لِي ويُبقِيني مَوطِنك
أنَا لاَ أجِيدُ شِعرَ الرِثَاء لِأُرثِيك
ولا أُجِيدُ فَنَّ البُكَاءِ لِأُبكِيك
فَكُلُ فَنٍ أتقَنتَهُ في حَيَاتي
مَارستَهُ حُبًا مَعك
أنتَ تَعرِفُني أكثَرَ مِني وتَعرفُ
أنَ الذِي أفدَاكَ وولاَك العَرش
لاَيقوى يومًا أن لاَ يُبَايعك
استَفتِ قلبك واتبعهُ لاَ تَجعلهُ
هوَ الذِي يَتبَعَك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى