بقلم … أسعد علي أحمد
تتعدد صور القتل.. فمنها ما هو واضح جلي كالقتل بالرصاص او بالسكين او الشنق مثلا ومنها ما هو خفي غير ظاهر للعيان مثل اللعب بالمشاعر او قتل المشاعر ومنه ما يعرف بالصدمة العاطفية.
حيث تكون قد إخترت لنفسك طريقا منعزلا عن البشر فتتعامل معهم بطريقة رسمية وفي حدود معينة للتعامل.
وتكون قد حبست مشاعرك داخلك فلا تسمح لنفسك بان يطرق باب قلبك او مشاعرك أحد.
وفجأة ياتي أحدهم متسللا ويطرق باب حياتك المغلقة طرقات قد تكون هادئة ناعمة او مقتحمة فيقتحم حياتك ويدخلها بقوة وتجد نفسك قد فتحت له باب حياتك و قلبك و مشاعرك علي مصراعيه و يبدأ في دغدغة مشاعرك والعزف علي أوتار قلبك فيسمعك أعذب الألحان واشجاها.
و يخرجك من ذلك القوقع الذي حبست فيه قلبك ونفسك وروحك لسنوات أو لشهور أو حتي لأيام أو لساعات قلائل.. بإرادتك ورغبتك.
وبعد أن يسقيك رحيق الحياة العذبة السعيدة لعدة سنوات أو شهور أو أيام يبدأ هذا الإنسان في التغير و يسحب من تحت قدميك البساط و يبدأ القتل الخفي حيث يبدا في البعد والغياب عنك بحجج و أسباب واهية جدا لاتقنع طفل صغير.
فإما أنه يخشي كلام الناس عنه او انه كان ومازال يحب شخص آخر من أقربائه(لحمه و دمه) أو من غيرهم ولايريد أن يفقد إخلاصه له وكأنه فجأه تذكر ذلك الحب و ذاك الإخلاص.
فيبدأ في الإبتعاد عنك وتجده علي علاقات وثيقه بآخرين وهنا تتغير معاملته لك ويبدو كأنك عدوه اللدود بعد أن قربك منه إلي أقرب ما يكون القرب و الود.
وهنا يبدأ السؤال.. هل كان يقصد ذلك القتل للمشاعر؟. هل كان مخططا له منذ البداية وانت لاتدري انه سيفعل بك ومعك هذا؟
وما دافعه إلي ذلك؟ هل هو نوع من الرغبة في الإنتقام؟ هل هو نوع من المرض النفسي؟
وما ذنبك انت؟ هل كل ذنبك أنك سارعت بالإستجابة لمعاملته لك بالود والمعاملة الحسنة وبادلتك ودا بود وإحترام باحترام واستجبت لدغدغته لمشاعرك؟
فهاهو ينتقم منك و يدعك تسقط من أعلي السحاب علي جذور رقبتك بعد ان اعتدت وحوده جنيك وان تفكرا معا وتتنفسا معا و تحلما بالسعادة اللتي ستنهلان منها معا.
فهاهو يتركك تسقط من أعلي السحاب لتسقط علي جذور رقبتك غارقا في دماء اليأس و الإحباط و الشك في كل البشر وكل الأحلام. تخنقك سيوف التساؤلات.. ماذا اجرمت؟ ماذا فعلت له ليعاقبني بكل ذلك؟.
وهنا يهتف السوال داخلك.. لماذا فعل هذا؟ هل هو نوع من المرض النفسي؟ هل قتل المشاعر نوع من المرض النفسي؟
ومهما كان السبب ومهما كانت الإجابة فليتوخي كلا منا الحذر وكل الحذر عندما يقترب أو يتقرب منه أحد حتي لا تجرح مشاعره أو يدق عنقه؟
ونعود ونسال السؤال من جديد.. هل قتل المشاعر نوع من المرض النفسي؟؟
