مقالات

الخامس والعشرون من يناير بطولات الشرطة وأفراح الشعب

بقلم السعيد رمضان ياسين

سيظل الخامس والعشرين من يناير شاهدا على بطولة رجال الشرطة البواسل فلقد سطروا فيه ملحمة شرف حقيقية جسدها رجال الشرطة وخلدها التاريخ أبد الدهر، قدموا خلالها خمسون شهيدا وثمانون مصاب من أبطال الشرطة المصرية.

تفاصيل المعركة:-

اندلعت شرارة المعركة بعد اتصال هاتفي بين اللواء أحمد رائف قائد قوات الشرطة بالإسماعيلية ووزير الداخلية حينها فؤاد سراج الدين ابلغة فيه أن قوات الاحتلال البريطاني وجهت لهم إنذار برحيل قوات البوليس عن مدينة الاسماعيلية وأبلغه أنهم رفضوا الإنذار وقرروا المقاومة ولن يترك أحد منهم الاسماعيلية حتي أخر نفس فى رجالنا الأبطال وقال له نحن على كامل الاستعداد للدفاع عن الإسماعيلية حتى النصر أو الشهادة.

وكانت منطقة القناة حينها تحت سيطره الإحتلال البريطاني بمقتضى إتفاقية 1936، وفي فجر يوم 25 يناير عام 1952 فوجيء رجال الشرطة بعد وصولهم الي مقر عملهم بمبنى محافظة الإسماعيلية بقوات الإحتلال البريطاني تطالب اليوزباشي مصطفى رفعت بإخلاء مبنى المحافظة خلال 5 دقائق وترك أسلحتهم داخل المبني وحذروهم فى حال عدم التسليم سيقوم الإحتلال بمهاجمة مبنى المحافظة فرفض اليوزباشي مصطفي رفعت ورجالة الإنسحاب ووجه إنذار إلى قائد قوات الاحتلال ( إكس هام ) إذا أنت لم تأخذ قواتك من حول المبني سأبدأ أنا الضرب لأن هذه أرض مصرية وانت الذى يجب أن ترحل منها فورا وليس أنا، وإندلعت شرارة الملحمة التى سطر فيها رجال الشرطة البواسل بطولات سجلت بحروف من نور، ليكون هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة الاسماعيلية وللشعب المصرى، وفي عام 2009 أصبح 25 يناير من كل عام عطلة رسمية فى مصر لإعتبارة عيدا للشرطة.

وبطولات رجال الشرطة التي نراها اليوم ما هى إلا امتداد طبيعيا لتاريخ طويل من البطولات والتضحية والفداء وسيظل رجال الشرطة دائما على عهدهم بالتضحية بأرواحهم من أجل حفظ مقدرات هذا الوطن وسلامة أراضيه.

25 يناير 2011 (الثورة)

كما كان لرجال الشرطة فى هذا اليوم بطولات سجلها التاريخ بحروف من نور، أبى أبناء هؤلاء الأبطال أن يمروا مرور عابرا على أرض مصر فقرروا أن يصنعوا مجدا جديدا ويسطروا تاريخا جديدا، بعد حكم دام لسنوات لرجل من أبطال القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة والتى كانت أول عشر سنوات من حكمة سنوات ازدهار وعودة لما تبقى من أرض مصر تحت وطأة الإستعمار الإسرائيلي، لكنه وبتدخل قوى رأس المال وأصحاب المصالح فى السلطة أصبح المواطن هو من يدفع الثمن، وصنعت السلطه الرأس مالية حجابا بين الرئيس والشعب مما أدى إلى تفاقم حالة الفقر والإهمال فى الكثير والكثير من مناحى ومرافق الدولة مما أدى إلى حالة إحتقان شديدة أسفرت عن إنفجار شديد في الشارع المصري، فخرج جموع الشعب المصري فى مظاهرات سلمية توارى عنها جماعة الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية المتطرفة فكانت مظاهرات ضرب بها المثل فى الإنضباط والترابط ولحمة الشعب فتحولت لثورة أطاحت بالكثير والكثير من الفاسدين وقدمت عدد ليس بالقليل من الشهداء الذين كانوا جميعا من شباب الثورة الذين استطاعوا كسر حاجز الصمت والخوف حالمين بمصر الجديدة العظيمة، حتى يوم الثامن والعشرين من يناير لعام 2011 والذي قام فيه أصحاب المصالح بالإعتداءعلى المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير مما أشعل نيران الغضب في الشارع المصري وأفسح المجال للقوى الخبيثة وأصحاب الطموح السلطوى للإلتفاف على الثورة والمطالبة برحيل رأس النظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حتى رحل هو ومن تبقى من نظامه وتولى المجلس العسكري إدارة شئون البلاد حتى أجريت إنتخابات دارات حولها الكثير من الشبهات تسلم خلالها جماعة الإخوان المسلمون حكم البلاد ورأينا خلال عام تواجدهم فى كم رهيب من مخلفات السجون والعائدون من أفغانستان يتشدقون ويتحدثون بإسم مصر وبهذا يكون الإخوان استطاعوا القضاء على أطهر ثورة فى تاريخ مصر، فهل يصمت الشعب المصري ويقف مكتوف الأيدى؟؟

فكان لابد من التخلص من هذه الجماعة وكل أذنابها، قبل مرور عام على توليهم السلطة إندلعت مظاهرات حاشدة قادها سياسين ومفكرين مطالبة برحيل هذه الجماعة عن سماء مصرنا الحبيبة التى عكروا صفوها بما فعلوه من محاولات لشق الصف المصرى وضرب لحمة الشعب المصرى فى الصميم بإشعال نيران الفتنة الطائفية بين طوائف الشعب، حتى تحرك الجيش المصرى مساندا الحراك الشعبي وأمهلم مدة زمنية للعودة للطريق الصحيح فلم يرضخوا أو يأبهو لشعب أو لجيش فكانت ثورة الثلاثون من يونيو التى إجتثت جزورهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى