أدب

البنية الاجتماعية وتحديد المستقبل

الأديب .. محمد ديب حبو
يمتاز عصرنا الذهبي بنوع من الأمراض النفسية في تقدير وتقييم الذات وفق التحصيل العلمي والمركز الاجتماعي ضمن البيئة الاجتماعية الحاضنة لتلك العادات والتقاليد في مدى حجم مستوى قوة التأثير المباشر في تحديد الأهداف والمواقع السيادية ضمن إطار البيئة الاجتماعية المرتبطة بالفرد والأسرة .
وخاصة فيما يتعلق بتحديد نوعية التخصصات الجامعية
والتسابق في الحصول على الشهادات الأكاديمية لنيل المكانة الاجتماعية التي تليق بمستوى درجة تحصيله العلمي ضمن إطار البيئة الاجتماعية المرتبطة بالفرد والأسرة.
ونتناسى أهم قاعدة لتعزيز مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتطوير المرتبطة بالفرد الذي يجب أن يتمتع بثقافة شاملة عالية المستوى لبناء نظام بيئي متميز وقيم .
قائم وفق أساس وأسس مبنية على نظام ثقافي شامل ومتطور .
هناك فرق واضح بين التخصص العلمي ومستوى درجة الثقافة لدى الفرد فالكثير من أصحاب الفكر السلبي يعتقدون بأن الفرد الحاصل على مؤهل علمي عالي المستوى جدير بتمثيلهم في مواقع العمل الإداري والمهني والتقني .
إلا أن المنطق يشير إلى عكس ذلك الأختيار وفق تجارب واقعية حيث أثبت الفرد الذي يتمتع بثقافة شاملة عالية المستوى وقد يكون حاصل على مؤهل علمي متوسط تفوقه على أصحاب التخصصات العلمية المختلفة وهذا التفوق لم يأتي عن عبث إنما أتى وفق مايتمتع به من طاقات وإمكانيات نتيجة المخزون الثقافي الهائل الذي يمتاز به فالمؤهل العلمي
مؤهل مقترن بالتعليم النظامي والاعتراف الرسمي، الذي يمثّل حزمة متكاملة ومتجانسة من نواتج التعلم، من المعرفة والمهارات والقيم التي تؤهل المتعلم للدخول إلى سوق العمل، أو مواصلة التعلم
أما الثقافة
فهي عبارة عن مؤهل مقترن بالإطلاع الذاتي والأعتراف الذاتي الذي يمثل حزمة متكاملة من نواتج الاطلاع الشامل في مختلف المجالات من الثقافة العامة التي تؤهل المثقف خوض العديد من المسابقات وسوق العمل أيضا
علينا الأعتراف ولو جاء متأخراً
بأن الثقافة الشاملة لا يمكن أن تقارن بالتخصص العلمي
لأسباب متعددة أهمها
بأن المثقف يتمتع بإمكانيات وطاقات أكثر إيجابية من أصحاب التخصصات العلمية
وعليه يجب التركيز على منحه فرص لتولي مناصب قيادية
لتحقيق الأهداف المنشودة على كافة الأصعدة.

الأديب محمد ديبو حبو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى