الغياب عن العمل لأسباب نسائية

كتب نصر سلامة

الحضارة لا تنحصر في معرفة الكتابة ووحدة الدولة فقط بل تتعدي هذه المراحل الي مستوي التعامل بين أفراد المجتمع وتنظيم شئون حياتهم بمختلف جوانبها .
لدينا لوحة غير منتظمة من الحجر الجيري عليها كتابة مصرية قديمة بالحبرين الأحمر والأسود. نطلق عليها لوحة “اوستراكون” يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الحديثه “الاسرة التاسعة عشر” وتحديدا العام الاربعين من حكم الملك رمسيس الثانى عام ١٢٥٠ قبل الميلاد ، وتضمنت أسماء ٤٠ موظفا تم وضع علامة بجانب أسمائهم المسجلة فى قائمة لكل يوم تغيبوا فيه عن العمل بدير المدينة على مدار 280 لأسباب عديدة تتراوح من المرض إلى الالتزامات العائلية.

كان مشرف الانفار يسجل أسماء العمال فى الحضور والانصراف، الى جانب كشف باسماء المتغيبين وسبب الغياب مكتوبة باللون الاحمر لتكون واضحة بشكل أقوي .
فذكر مشرف العمال مثلا إسم العامل (انحور خاوى ) وحدد توقيت غيابه في الشهر الرابع من فصل الربيع اليوم السابع عشر وسبب غيابة “معاونة زوجته بسبب الدورة الشهرية”

وذكر أيضا اسم العامل (سيموت) وحدد وقت غيابه في الشهر الاول من فصل الشتاء اليوم الخامس والعشرون بسبب مرض ابنتة

وهكذا تمضى القائمه فى وصف أسباب عدة حالات غياب لاشخاص اخرين ولا سباب متعددة كان من احد الاسباب المقبولة لدى العامل فى مصر القديمة. التى توجب له الحصول علي اجازة عمل مدفوعة الاجر هو العناية بزوجته او أبنته التى تمر بفترة الدورة الشهرية ويقوم خلالها بالمساعدة فى تدبير أعمال المنزل مما يثبت مدى التقدير الكامل و الاحترام الغير عادى الذى لاقته المراة فى مصر القديمه .
المصدر /لوحة الحضور والانصراف المتحف البريطاني