أدب

أين ذهبت؟

أين ذهبت؟ 
خربشات

 موسى البرغوثي 

 

كنتُ أبحثُ عنكِ
ركضتُ خلفكِ بين زحمة البشر
أنت المدينةُ التي ضاع فيها حلمي
أشتاقُ إلى الألوان المزركشةِ
أتذكرُ أشجارَ الحناءِ على معصميكِ
أشمُ رائحةَ الورد بين يديكِ
أتخيل فستانك الوردي
أبحث عن طائر الكنار
سألتُ أوصافاً لاشبيهَ لها
فمٌ مرسومٌ كالخاتم
خدٌ أسيلٌ يميل للحُمرةِ
أنفٌ متربعٌ بإرتياح
أسنانٌ بريقُها يصارع اللؤلؤ
جيدٌ يعلو المكان
صدرٌ فيه ثورة بركان
شعرٌ يبهرُ الفُرسان
قوائمٌ ممشوقةٌ كالميزان
فستان مزركشٌ كالبستان
هل رأيتم الكِنار
مشيتُ الأسواقَ الأزقةَ في كل مكان
بريقُ عيوني في لمَعان
اتفقد كلَ شبرٍ في المكان
لاحقني طيفَ الحنان
طاردتني الذكرياتِ دون نسيان
من أجلك يا طائر الكِنار
كلٌ شيءٍ أصبح في انتظار
جلستُ أرقبُ محطةَ القطار
سألتُ نفسي متعجاً؟
ما أصعبَ الإنتظارَ!
النجوم لامست رأسي
أوشكَ فجرَ النّهار
لمْ أغمضْ عيناً
قضيتُ الليالي في سَهار
أفكرُ في طائر الكَنا
شردَ ذهني إلى أوسع البحار
كُلما جاء موجٌ أسأله
هل رأيت شيئاً مزركشاً في البحار؟
أنا لا أريدُ أن أعودِ
إلا ومعي الكَنار
أسألُ الحجارةُ الأشجارَ الإنسان
عانقتني أضواءَ المكان
أتخيل ُ كيف يبدو النّسيان؟
أنتَ القلبُ النبضُ
أنتِ الشّريان
أنا الشّعورُ والحنان
توقف النبضُ
أُخْرِسِ اللسان
سافرت روحي
ضاع همس وحسي
غاب حبي
لم أعثرْ على شيء
الزّمان صار خلفي
والمكانُ أصبح إطلالاً
أجامل ُ نفسي حزناً
لم يعد للطعام والشراب مكانا
أصبحتُ سقيماً
أُ كَلِمُ نفسي……
أين ذهبت؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى