مقالات

التحنيط كان “تكريماً” عند المصري القديم

كتب نصر سلامة

التحنيط من السمات البارزة في الحضارة المصرية القديمة وقد شهدت السنين الماضية محاولات عديدة لاكتشاف المواد التي كان يستخدمها المصري القديم في أعمال التحنيط حتي تم التوصل مؤخرا الي تفاصيل اسماء هذه المواد تفصيلاً.

وبعد هذه الإكتشافات أصبحنا نبحث عن سبب قيام المصري القديم بعملية التحنيط وتعددت التفسيرات ولكننا لم نجد أي نص مكتوب منهم يوضح لنا سبب التحنيط مما دعي كثير من العلماء الي تبني أفكار ومعتقدات أغلبها يدور حول الحفاظ على الجثث بشكل أقرب ما يكون إلى حالتها الطبيعية، لاعتقادهم أن الروح قد لا تدخل الآخرة إذا هلك الجسد، ولهذا السبب، كان الاهتمام بتجهيز القبور من النواحي الهامة في حياة المصري القديم لدرجة تفوق اهتمامهم بمنازلهم بكثير للحفاظ علي موتاهم .
ولكن إذا كان التحنيط هو الذي يضمن عودة الروح للجسد مرة أخري فكيف يكون الأمر مع الجثث الغير محنطة؟ الإجابة المنطقية هي عدم بعثهم من جديد؛ وبالتالي عدم خضوعهم لمشهد الحساب العسير الذي سجله المصري القديم علي جدران مقابرهم ، وعدم الحساب افضل بكثير من التعرض له.
ومن ناحية أخري نري المصري القديم قام بتحنيط بعض الحيوانات التي كان يقدسها مثل الصقر والتمساح والكبش وغيرها ! هل سبب قيامة بتحنيط هذه الحيوانات أيضا لعودة الروح لها في الآخرة؟ الإجابة لا .


من هنا نستطيع أن نجذم بأن السبب الوحيد للتحنيط لم يكن أبدا لتسهيل عودة الروح الي الجسد في العالم الآخر بل كان بهدف إكرام الميت وعدم تعرضه للتحلل ويمكن لأي شخص أن يقوم به وفق إمكانياته المادية وينطبق هذا ايضا علي الحيوانات المحنطة وهو تكريم لهم لما كانت تحمله من قدسيه معينة وأن جميع الموتي سوف يبعثهم اللة مرة اخري حتي لو كانوا غير محنطين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى