مقالات

التحديات في قطاع التعليم في مصر – وهل يمكن أن تكون تكنولوجيا التعليم هي الحل؟

الكاتب الصحفي/حامد عزالدين 

يمكن لتكنولوجيا التعليم مواجهة العديد من التحديات في مجال التعليم في البلاد، بما في ذلك قضايا التمكين والبنية التحتية، والافتقار إلى المحتوى المتنوع وجودة التدريس. على الرغم من أن لاعبي تكنولوجيا التعليم الذين يتطلعون إلى دخول السوق المصرية أو موجودون بالفعل، إلا إنهم يواجهون عقبات في توصيل منتجاتهم إلى السوق أو توسيع نطاق وجودهم، بما في ذلك مشكلات التكلفة ونقص المهارات والتدريب، ومع ذلك لا يزال الكثيرون يرون إمكانات هائلة في السوق المصرية. حتى يتسنى تطبيق تكنولوجيا التعليم بنجاح في المدارس المصرية، يحتاج مقدمو الخدمات إلى ضمان التدريب المناسب للمعلمين وتقديم حلول مصممة خصيصا للقطاع الإقليمي والمحلي، وفقا لمسؤولين حكوميين ونحو 12 شركة بريطانية متخصصة في تكنولوجيا التعليم شاركوا في معرض استضافته من السفارة البريطانية الشهر الماضي.
في الجزء الأول من هذا الملف، ألقت نشرة “انتبرايز ” الاقتصادية نظرة على شركات تكنولوجيا التعليم البريطانية التي ترغب في المشاركة في تطوير قطاع التعليم المصري.
أولى التحديات وأبرزها: قلة الإمكانات وسط ارتفاع التكاليف:
بالنسبة لموردي الموارد التعليمية، مثل سي إي إس هولدنجز، المتخصصة في توفير الموارد التعليمية، تمثل مصر سوقا ذا إمكانات نمو قوية، لكن التحدي يكمن في طرح منتجاتها في السوق، حسبما قال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشركة سيري هندرسون، لإنتربرايز. “الميزانيات محدودة في كل مكان”، وفقا لهندرسون. تواجه المدارس ضغوطا من حيث التكلفة بسبب القيود المفروضة على زيادة الرسوم الدراسية، مع الاضطرار أيضا إلى التبرير لأولياء الأمور، الذين يريدون أن يعرفوا أن المدارس تنفق لتوفير أفضل المواد من الكتب إلى الأقلام لأطفالهم. وأضاف هندرسون أن مقدمي الخدمات مثل شركته يحاولون تقديم منتجات بأسعار جيدة، ولكن بين ضعف الجنيه والرسوم مثل الجمارك والضرائب، يجد هؤلاء الموردون أنفسهم في مواجهة تكاليف متزايدة.
التحدي الثاني: التدريب على المهارات والقدرات:
نشط بالفعل بعض لاعبي تكنولوجيا التعليم، منهم تيس إنستيتيوت وإنوفيرا، بالتعاون مع شركة التعليم العالمية “بروميثيان” في تقديم برامج تدريب المعلمين للمدارس في مصر. دربت إنوفيرا نحو 135 ألف معلم في البلاد حتى الآن بالتعاون مع شركة التعليم العالمية “بروميثيان”، حسبما أخبرنا رئيس استراتيجية التعليم في بروميثيان جون كوليك. تطلب غالبية المؤسسات التي تتطلع إلى تبني تكنولوجيا التعليم من شركائها إجراء “ورشة أو اثنين” لتدريب المعلمين، لكن النهج الشامل الذي يدرب المعلمين على التكامل اليومي لتكنولوجيا التعليم في التدريس هو النهج الوحيد المستدام، ويجب أن يستهدف ذلك النهج كل من المعلمين والقيادات المدرسية، بحسب إنوفيرا. وتقدم تيس إنستيتيوت، وهي من أوائل العاملين بالسوق المصرية، برامج تدريبية للمعلمين منذ أكثر من أربعة أعوام، مع التركيز على تدريب ورفع مستوى المعلمين المصريين، عوضا عن الاستعانة بالمعلمين الوافدين، حسبما قال ريان جونز، مدير قطاع التطوير الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لإنتربرايز.
القدرة على تحمل التكاليف عقبة في الطريق:
تقدم تيس إنستيتيوت ستة برامج تدريبية تركز على ممارسات التدريس الدولية، بما في ذلك شهادة الدراسات العليا الدولية في التدريس، وهي دورة ماجستير عبر الإنترنت بالكامل للأفراد الذين يتطلعون إلى التدريس دوليا. يبدأ الحد الأدنى لتكلفة الدورات من 3000 جنيه إسترليني (أكثر من 111 ألف جنيه)، وهذه تعد أحد أرخص البرامج المتاحة، بحسب جونز. لجذب المعلمين، تسعى تيس إلى توفير حلول بديلة للمساعدة في خفض التكاليف. ففي حالة تكفل المدارس بتكلفة الدورات، يخصم منها ضريبة القيمة المضافة، على سبيل المثال. وتتطلع تيس إلى تبني حلول جذابة للسوق المصرية، مثل تقسيط مدفوعات الدورات، حرصا على جذب المعلمين، كما يمكن للمعلمين حاليا دراسة العديد من الدورات التدريبية عبر الإنترنت جنبا إلى جنب مع وظيفة بدوام كامل.
تتمثل إحدى النقاط الرئيسية في نهج تكنولوجيا
التعليم في استخدامها كأداة دعم، وليس بديلا للمعلمين:
“يتعين على التكنولوجيا دعم المعلمين، وليس إحلالهم”، حسبما قال وزير التربية والتعليم رضا حجازي خلال فعاليات المعرض. من خلال اعتماد تكنولوجيا التعليم التي تدعم الأساليب التربوية، يمكن للمدارس التركيز على تقديم التعليم المتمحور حول الطالب. تعمل الحكومة على إصلاح قطاع التعليم منذ إطلاق وزير التعليم السابق طارق شوقي خطة تطوير مراحل التعليم الأساسي في 2018، وتتطلع إلى مشاركة القطاع الخاص لتوفير أدوات متكاملة تساهم في تعزيز جودة التعليم ومحتواه. ويعد مفتاح استراتيجية الحكومة لإصلاح التعليم هو السماح للمعلمين بالتركيز على التعليم المبتكر الذي يشرك الطلاب، حسبما قال أحمد ضاهر، مستشار وزير التربية والتعليم لشؤون تكنولوجيا المعلومات، في مائدة مستدير خلال المعرض.
يمكن للاعبين في تكنولوجيا التعليم المساعدة في
إنشاء استراتيجيات تحول لتبسيط النشاط في الفصول:
يتعين على المدارس أن تبحث عن “شريك طويل الأمد في تكنولوجيا التعليم” للمساعدة في تطوير استراتيجية تكنولوجيا التعليم التي تعتمد بشكل أكبر على “التحول بدلا من الاتجاهات”، حسبما قال أشرف مجد، مدير برنامج الشرق الأوسط في إنوفيرا. يمكن لبعض الشركات، مثل شركة “سينشري تك”، وهي منصة متقدمة لتعلم الآلة، المساعدة في تبسيط عمل المعلمين من خلال توفير البيانات فيما يتعلق باحتياجات الطلاب التعليمية وبناء مسارات مخصصة يمكن لأولياء الأمور متابعتها. يعد هذا النوع من الحلول نموذجا لقدرة تكنولوجيا التعليم على تخفيف العبء عن المعلمين وإتاحة الوقت والموارد لهم للتركيز على تطوير العلاقات مع الطلاب وتركيز المحتوى على احتياجاتهم.
نحتاج إلى تكنولوجيا تعليم مصممة خصيصا للسوق المصرية:
صممت حلول تكنولوجيا التعليم “بناء على معايير عالمية” وتتجاهل الخصائص المتعلقة بالدول النامية، ومنها على سبيل المثال، ضعف شبكة الإنترنت في الفصول الدراسية، أو البنية التحتية التكنولوجية في المدارس، بحسب مجد. يحتاج شلركاء تكنولوجيا التعليم إلى وضع تلك التحديات والاحتياجات في الاعتبار عند دخول السوق المصرية. وأكدت جوليا جارفي، نائبة المدير العام لرابطة موردي التعليم البريطانية، على أهمية بناء علاقات طويلة الأمد بين شركات تكنولوجيا التعليم البريطانية وقيادات المدارس المصرية.
التواصل هو الركيزة الأساسية لفهم احتياجات القطاع:
—————————————————–
كان المعرض بمثابة الخطوة الأولى، التي سمحت للمدارس البريطانية بالتعرف على المدارس المحلية التي تسعى لتبني حلول تكنولوجيا التعليم، وأن تكون جزءا من عملية التحول، وفقا لجارفي. يجب أن يفتح شركاء تكنولوجيا التعليم خط تواصل مستمر مع المدارس وأن تسعى لبناء علاقات مثمرة مع المؤسسات التعليمية حتى ترى أهمية حلول تكنولوجيا التعليم وأن تظل في حوار مستمر مع شركائها في مجال تكنولوجيا التعليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى