أخبارعربيةمقالاتمنوعات

أرجوك يا أبي … افهمني أولا

بقلم وليد محمد حسني
دعني اسألك أيها الأب المجتهد الذي يبذل قصارى جهده من أجل أولاده ويعمل ليل نهار من اجل أن يكسب المال الذي يحضره لأولاده هل انت مستمتع بحياتك بهذا الشكل ؟ هل تحلم بأجازة تنعم فيها ببعض الراحة ؟
هل تتنمى زيادة دخلك من وظيفة واحدة فقط والاكتفاء بها والاستمتاع ببقية اليوم بعيدا عن العمل.
وانت أيتها الأم هل تملين وتسأمين من شغل البيت ( التنظيف والغسيل والطبخ وغسيل المواعين ) وتحلمين ببعض الراحة ودوما تتساءلين هل الحياة كلها شغل البيت.
كذلك ابناءنا أيها الأباء والامهات الحياة ليست فقط تعليم ودراسة ومذاكرة هم أيضا يريدون الاستمتاع بالحياة يريدون قضاء بعض الوقت في الراحة واللعب.
يتعامل الآباء مع الطفل منذ دخوله المدرسة على انه تلميذ ليس له هدف في الحياة سوى التعليم وليس لنا هدف معه سوى أن ندخله المدرسة ونأتي له بالمدرسين وبالكتب الدراسية ويستعد للإمتحان ثم تظهر النتيجة ثم يكون الاستعداد للعام التالي وننسى اننا نتعامل مع إنسان من لحم ودم وليس ألة بل إنسان يشعر ويحس
إن الجانب العقلي هو احد الجوانب الخمسة التي لابد من الاهتمام بها ليكتمل النمو الصحيح للطفل وليست الحياة كلها الجانب العقلي فقط فناك الجانب الإيماني و الإجتماعي والنفسي والجسماني كل هذا يحتاج أيضا إلى الإهتمام والرعاية .
يجب أن يدرك الطفل أننا لا نعلمه وإنما نقدم إليه خبرتنا
إننا لا نتحكم فيه ولكن نشير عليه.

اسمح لي أن اسألك عزيزي الأب هل تحب أحد أن يجعلك تجلس امامه ويقول لك محاضرة في أفضل طريقة تتكلم بها وما يجب عليك فعله ومالا يجب ويصب عليك المواعظ صبا.
وأنت أيتها الزوجة هل تقبلين أن تقفي أمام زوجك خاضعة تستمعين لمل يلقيه عليك من لوم وعتاب ونصح ورشد ساعة كاملة
هل تتضايقان من هذا الأمر ولا تحبان تكراره ؟
كذلك ابنائنا يملون ويتضايقون عندما يلقي عليهم الأب محاضرة كبيرة بين عتاب ونصح ورشد .
ايها المربي الفاضل هل انت أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان ينصح ولكن في كلمات بسيطة معدودة ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) فقط دون مواعظ واستعراض للكلمات والألفاظ وتكرار المعاني مما يزيد الفجوة بين الأباء والأبناء
فالنفس البشرية يصيبها الملل والسأم من كثرة الوعظ والإرشاد والطفل يرفض أن يتلقى باستمرار محاضرات كلامية لا تجدي نفعا خاصة في حالة تعلم سلوك أخلاقي
بالإضافة إلى معلومة علمية مهمة جدا وهي :
أن مدة تركيز الطفل بشكل متواصل = السن + دقيقتين
أي أن طفل الخامسة يركز فقط 7 دقائق ( 5+2 )

قبل أن تقول أو تفعل أي شيء مع أولادك تخيل أن هناك شخص ما يقول لك أو يفعل معك نفس الشيء …. إذا كنت ترضاه وتقبله فافعله مع أولادك وإن لم ترضاه لنفسك فلا تتفوه به ابدا ولا تفعله ابدا مع فلذات أكبادك .
أولادي ليسوا من موكب تاني بل هم مثلنا يشعرون ويتألمون هم فقط أصغر سناً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى