مقالات

«التغيرات المُناخية وتأثيرها على التراث الحضارى» بقلم الدكتورة منار إبراهيم عرفة

تعتبر التغيرات المناخية واحدة من أهم القضايا العالمية المطروحة حاليا ، وتعتبر فى المركز الاول للاجندة المطروحة بكافة الاجتماعات الدولية والإقليمية ،كما يعتبر العمل المتاخى والتغيرات التى طرأت علية من أهداف التنمية المسدامة وذلك وفقا لكافة التقرير العلمية المنشورة بهذا الصدد حيث نجد ان التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير علىكافة الشئون الحياتية كالغذاء والصحة والكائنات الحية ولكن فى هذا المقال نعرض اثر التغيرات المناخية على المواقع الاثرية والتراث الحضارى وكيفية تأثيرها على الأثر ، وكذلك تأثيرها على القطاع السياحى.

بالنسبة للمنشأت الاثرية وتأثرها بالتغيرات المناخية المتمثلة فى الاحتباس الاحرارى وارتفاع الرطوبة وتغير التربة فكل هذة العوامل تؤثر بالسلب على الاثار المنتشرة فى ربوع مصر وكذلك الاثار التى مازلت فى باطن الارض مما يسبب تلف ودمار واضح وصريح على الموروث الثقافى والحضارى للاثار المصرية وكذلك عمليات المد  والجزر وتغير شكل وطبيعة الشواطئ مما يؤثر سلبا على قطاع السياحة ، وتعتبر السياحة هى احد موارد الدخل القومى مما يؤثر على الدخل القومى والموارد المادية مما يعيق اهداف التنمية المستدامة . ووفقا للابحاث والمؤتمرات فان التغير المناخى الناتج عنه الاحتباس الحرارى هو تغير بشرى نتج عن صناعات قام بها البشر لذا يجب عمل ندوات تثقفية وتوعية دائمة بمخاطر هذا التغيرات المناخية على المورث الثقافى والاثار المصرية والحضارة المصرية .

وتعتبر الدلتا من اكثر الاماكن التى تحوى فى باطنها  عدد من الاثار والاسرار التى لم يتم الكشف عنها الى الان لذا فهى منطقة هامة بالنسبة للمواقع الاثرية والتراث الحضارى ومع ذلك وفقا للابحاث الخاصة عن تاثير المناخ فهى اكثر الاماكن عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر وشدة الظواهر الجوية مثل  الحر والفيضان والامطار الغزيرة ،ودلتا النيل معرضة للتعرية وتسرب المياه المالحة والفيضان. ومن ثم ، فإن الأمن الغذائي وصحة الإنسان والاقتصاد والنظم البيئية في مصر في خطر. بالاضافة الى تعرض التراث الثقافي والمواقع الأثرية لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة درجة الحرارة والرطوبة لذا  تبذل مصر جهدًا کبيرًا للتکيف والتخفيف من آثار تغير المناخ في العديد من القطاعات المعرضة للخطر مثل الزراعة والموارد المائية والنظم البيئية، لذلک، تم إنشاء المجلس الوطني لتغير المناخ لوضع الاستراتيجيات والسياسات وخطط العمل من أجل التکيف والتخفيف من آثار تغير المناخ.

واعتقد ان هذا التغير المناخى يؤثر على جميع المواقع الاثرية والتراث الحضارى والثقافى وتغير الخريطة الاثرية للمواقع والتلال الاثرية بمصر لذا يجب الاستفادة من العلوم والتقنيات  الحديثة فى حفظ التراث الحضارى  والاثار المصرية عن طريق استخدامها فى اعادة صيانة وترميم ما اصابة التلف نتيجة التغير المناخى كذلك  ومحاولة الحفاظ على ما لم يصبه التلف عن طريق التقنيات التكنولوجية الحديثة فى رسم وتوثيق واعادة بناء هذه الاثار النادرة ،  كما تم من قبل عند استشعار الخطر بمعبد ابو سمبل حيث فى عام 1960 تم نقل المعبد كله ، على تلة اصطناعية مصنوعة ، وذلك خوفا على المعبد من الغرق بعد انشاء السد العالى وبحيرة ناصر ، ويوم 22 سبتمبر من عام 1968 تم الانتهاء من أعمال نقل معبد أبو سمبل، حيث كان المعبد منحوتا فى الجبال ويعود لعهد الملك رمسيس الثانى فى القرن الـ 13 قبل الميلاد، وهو عبارة عن نصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره فى معركة قادش. وبدأت عملية الإنقاذ فى عام 1964، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار، بين عامى 1964 و1968، فقد تقطع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفى المتوسط 20 طنا)، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها فى موقع جديد على ارتفاع 65 م و200 م أعلى من مستوى النهر، وتعتبر للكثير واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية، وإن بعض الهياكل أنقذت من تحت مياه بحيرة ناصر،  لذا يجب الاستفادة من العلوم والتقنيات الحديثة فى تحديد المواقع والاماكن الاثرية المعرضة للخطر والعمل على قدم وساق فى الحفاظ عليها وحمايتها من التلف والدمار كما يمكن الاستفادة ايضا من التقنيات الحديثة فى عمل رسم تصورى للقطع الاثرية وعمل معارض خارجية مصورة بتقنية ثلاثية الابعاد وذلك فى اطار الحفاظ على التراث الحضارى والثقافى والعمل على نشر السياحة فى ظل الظروف الراهنة .

د/ منار ابراهيم عرفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى