أخبارسياحه وآثارمحلية

وزيري : قدماء المصريين رفعوا مكانة المرأة الي منزلة المعبودات

متابعة نصر سلامة

اتسمت الحضارة المصرية القديمة بتقدير كبير للمرأة في مختلف صورها وعصورها، بل وصلت المرأة الي وظائف قيادية عليا الي أن تربعت علي عرش مصر. مثل الملكة حاتشبسوت .

وفي هذا السياق يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، د. مصطفى وزيري، أن “قدماء المصريين كانوا يدركون أن وظيفة المرأة في تعمير الكون هي وظيفة مقدسة، وأنه لولاها ما استمرت الحياة، وأحاطوا المرأة بهالات مقدسة ورفعوا مكانتها إلى منزلة المعبودات”.

وأشار وزيري، في دراسة حديثة صدرت بمناسبة احتفالات العالم بيوم المرأة العالمي، بأن قدماء المصريين جعلوا للمرأة مكانة اجتماعية يحيطها التقدير والاحترام، وأن المجتمع المصري القديم كان يخضع لقواعد مقدسة تحدد كافة الحقوق والواجبات المتبادلة بين الرجل والمرأة.

وأشار إلى أن المرأة في مصر القديمة، حظيت بالكثير من صور المساواة والعدالة الاجتماعية بشكل ميزها عن كثير من نساء الحضارات القديمة.

ولفت إلى أن الأم في مصر القديمة، شاركت زوجها في تربية الأولاد ورعايتهم في مراحل طفولتهم وصباهم، وأن “آني”، أحد حكماء مصر القديمة، يقول واعظًا ابنه “ضاعف الخبز لأمك وأحملها إن استطعت كما حملتك فطالما تحملت عبئك”.

ووفق الدراسة، فإن الزوجة كانت هي ربة المنزل وسيدته وأطلق عليها المصري القديم لقب “سيدة الدار”، وأن الحكيم “عنخ شانشقي”، أوصى بالحفاظ على كرامة الزوجة الأم في حضرة أبنائها فيقول: “لا تضحك ولدك أو تبكيه على أمه”.

وأوضح وزيري، في دراسته، أن الأدب الديني جسّد فضل الأم في حمل عبء تربية ولدها في شخص المعبودة “إيزيس” والتي احتضنت ولدها “حورس”؛ إثر مقتل أبيه وتوارت به في أحراش الدلتا حتى اشتد عوده، ثم ساعدته بعد ذلك في استرداد عرش أبيه.

وتشير الدراسة إلى أن بعض النساء شاركن أزواجهن في الإشراف على أعمالهم الخاصة، كما تولت بعض النساء مناصب شرفية وعملية في القصور الملكية، واتخذن ألقاب الوصيفات ومعارف الملوك.

وكان للمرأة حقوق الميراث والشهادة والتملك والبيع والشراء وكافة الحقوق في التعاملات المختلفة، فهي تخرج سافرة إلى الأسواق وتزاول البيع والشراء، وتحضر الحفلات والولائم، وتزاول الموسيقى والغناء وتمارس الألعاب الرياضية، كما تسلّمت بعض النساء مناصب مهمة في الدولة وعملن في مهن كالقضاء وغيرها، مثل السيدة “نبت” القاضية الوزيرة، وكانت أم زوجة الملك بيبي الأول من الأسرة السادسة، طبقا للدراسة.

ونوّه وزيري، إلى أن المصريين ربطوا العلوم والمعرفة ببعض معبوداتهم الإناث، فاعتبروا المعبودة “سشات” راعية للكتابة والكتاب، كما نسبوا إلى المعبودة “إيزيس” المعرفة والكتابة والحساب أيضاً، وذكروا أنها قالت: “أرشدني أبي إلى سُبل المعرفة”، كما جُسّد رمز العدالة والحق في مصر القديمة على هيئة معبودة أنثى وهي “ماعت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى