منوعات

نحن نسير الي أقدارنا-١…….بقلم د/ علي فرغلي عثمان

 

كثيرا ما أستيقظ صباحا ناظرا الي سقف الحجرة قائلا لنفسي “كيف أنتهي بي المقام في هذة البقعة من الارض؟!!” …

 

الحقيقة ان الرحلة تستحق أن تروى. قطعا دون الكثير من التفاصيل لان بعض تفاصيلها مؤلمة والسبب الثاني لإن الهدف من سرد الرحلة هو إيضاح كيف تتغير بوصلة حياتنا بين عشية وضحاها….

 

في عام ٢٠٠٤ كنت وزوجتي نعمل مدرسين مساعدين في قسم القلب بجامعة اسيوط …

 

كنت انا اخر شخص في العالم من الممكن ان يهاجر ويترك الوطن …

 

انتقالي من الحواتكة الي اسيوط بالنسبة لي كانت غربة “محتملة” اما اكثر من ذلك فكان الموت بعينه …

 

على النقيض كانت زوجتي اكثر طموحا وتطلعا للحياه ….

 

قدمت داليا على منحة التعاون الالماني الدراسية وتم ترشيحها للتصفيات النهائية وكنا على وشك ان نعد العدة للسفر الي ميونخ ….

 

فجاءة وبدون مقدمات كان هناك بعثة داخلية متاحة …

 

وحيث ان زوجتي كانت قد قدمت على تلك البعثة من قبل فقد جاءها اتصال تليفوني لمقابلة الاستاذ الدكتور نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث وعند مقابلته طلب منها التنازل عن منحة التعاون الالماني حتى يستطيع اعطائها البعثة الداخلية …

 

قبلت زوجتي فورا لانها تفضل السفر الي امريكا… اصبحت انا في وضع المضطر لتركها تسافر وحدها …

 

او اسافر معها مرافق او ابحث انا ايضا على فرصة او بعثة دراسية…..

 

شجعتني زوجتي كثيرا للحصول على التويفل والتقديم للبعثات ….

 

وبفضل الله ومساعدة الاستاذة الدكتورة نادية سليم عليها رحمة الله حصلت على بعثة وتقرر سفرنا الي جامعة تولين بمدينة نيو اورليانز …

 

يكفي ان تعلم ان الكوابيس كانت تقض مضجعي لاسابيع قبل السفر الى امريكا …

 

وصلنا الي مدينة نيواورليانز في مايو ٢٠٠٥ … لم نكد نستقر حتي لاحت بوادر إعصار كاترينا المدمر في خليج المكسيك متجها الى المدينة التي نعيش فيها …

 

اضطرتنا السلطات الى عمل إخلاء إجباري في اخر لحظة تاركين ورائنا كل ما نملك بما فيها الاوراق الثبوتية المصرية والامريكية التي نحملها …

 

فقط خذ أولادك وبعض ملابسك وتحرك بسيارتك فورا في الطريق الذي حددته لك السلطات مقدما متجها الى الا معلوم …

 

تفاصيل تلك الاشهر القليلة مؤلمة للغاية بل لا ابالغ ان قلت انها مرعبة وتحتاج الي عشرات الصفحات لكتابتها….

 

في تلك الفترة تعرفت على صديقي العزيز الدكتور عماد سالم  ….

 

عندما اقترب الإعصار لم استطيع الاتصال به …

 

اتصلت بالمدينة الجامعية بجامعة تولين وهناك اخبروني ان اتوبيس خاص اتجه بالدارسين شمالا الي ولاية ميسيسبي وعلمت انه ضمن هولاء الناجين من ذلك الاعصار المدمر… يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى