أدب

بحيرة السماء

 

 

الغربية/عصام ابو شادي 

ما أجمل أن تعيش لحظات من الماضي المقدس،

لتعود لبدايات ميلاد السيد المسيح، وتتخيل رحلة العائلة المقدسة لمصر،ومباركة السيدة العذراء مريم لمصر وشعبها الذي إحتضن بين جنباته السيدة العذراء مريم والسيد المسيح.

هناك وعلي بعد ساعة من القاهرة وعلي طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي وفي منتصف الطريق تقع مدينه وادي النطرون الشهيرة بأديرتها، دون أن نسأل أنفسنا لوجود تلك الاديرة الشهيرة بتلك المنطقة الصحراوية مع العلم ان معظم الاديرة نجدها دائما في الصحراء، ولكن تلك الأديرة الشهيرة والتي هي محط أنظار العالم المسيحي لقدسيتها وأثريتها 

وهم دير الانبا بيشوي، ودير البراموس، ودير ابو مقار، ودير السريان، تلك الاديرة تقع في طريق رحلة العائلة المقدسة لمصر،ولما وهناك أثرا مهما من بقايا العائلة المقدسة وهو (عين السيدة مريم) أو كما يقولون أهل وادي النطرون

(عين الحمراء )وهي العين التي تفجرت بين يدي السيدة العزراء مريم وهي تغرف بيديها غرفة ماء لتروي ظمأ السيد المسيح وسط بحيرة شديدة الملوحة لتتفجر عينا عذبة بين يديها بأمر من الله، لتظل تلك العين تخرج ماؤها العذب حتي الأن، وهي مثل بئر زمزم الذي بمكه،ويقصدها الكثيرين من الشعب المصري وخاصة في فصل الصيف، وذلك لغرض الاستشفاء من الأمراض الجلدية فنسبة الملوحة بتلك البحيرة تزيد ٩مرات عن مياة البحر لدرجه انها من ينزل فيها للاستحمام لا يغرق بها،وكذلك للتنزه.

لذلك نجد تلك العين والبحيرة في تلك المكان وكأنها تعانق السماء لكل من يشاهدها، وهي بالفعل بحيرة السماء،كما تشاهدون الصور والتي تم تصويرها من مكان مرتفع جدا.

وينتظر العالم اليوم الذي يتم فيه تطوير تلك المنطقة المقدسة لزيارتها والاعلان عن طريق رحلة العائلة المقدسة بعد اعتماده من الفاتيكان، ليبدأوا في إحياء تلك الرحلة عبر رحلات تنظمها مصر تبدأ من سيناء مرورا بكل الاماكن التي ذهبت فيها السيدة العذراء والسيد المسيح في ربوع مصر.

ولكن هناك سلبيات كثيرة وذلك بما رأيته بنفسي لتلك المنطقة وكذلك كما قال ايضا بعض من اهالي وادي النطرون.

هناك إهمال جسيم للعين المقدسة حيث تآكل السياج الذي كان يحجز مياة العين العذبة عن البحيرة المالحة واختلطت المياة العذبة بالمالحة،كذلك زيادة الاحراش حولين البحيرة مما افقدها جمالها ، مع العلم ان تلك البحيرة تقع بين جنه الله من مزارع الزيتون والمانجوا والليمون واشجار النخيل…

كذلك لا يوجد طريق ممهد يصلح كطريق سياحي لزيارة الوفود التي تأتي من كل صوب لتلك البحيرة، قلة المنتجعات بالمنطقة، ومع قلة الوفود السياحية أصبحت مجرد اطلال،

فماذا لو تم تطوير تلك البحيرة المقدسة مثلما تم تطوير بحيرة عين الصيرة بالقاهرة..فمن ناحية ستفتح أفاق لعدد كبير من الأيدي العاملة وخاصة لو تم بناء منتجعات علي طول البحيرة، كذلك ستكون تلك المنطقة من الكنوز التي ستدر دخلا كبيرا جدا من العملة الصعبة لمصر وخاصة ان هناك المليارات من المسيحيين ينتظرون القدوم ليشاهدوا آثار نبيهم الذين يأمنون به ويدينون لدينه، 

فلازالت بحيرة السماء هي الكنز الذي لم يخرج للحياة بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى