دين

الشيخة نفيسة بشار.. نذرت حياتها لخدمة القرآن الكريم

“نفيسة القرآن”

كتب/خطاب معوض خطاب
ونحن في رمضان شهر القرآن ومارس شهر المرأة نتذكر سيدة مصرية خدمت القرآن الكريم ونذرت نفسها له هي الشيخة نفيسة علي البسيوني بشار التي تعد واحدة من سيدات مصر الفضليات اللاتي عملن بتحفيظ وتعليم القرآن الكريم مثلها في ذلك مثل الشيخة نفيسة أبو العلا شيخة أهل زمانها وتلميذتها الشيخة أم السعد التي تعلم على يديها كثير من المقرئين في مصر والعالم العربي ومنهم من ذاع صيته مثل الشيخ أحمد نعينع الذي يتباهى دوما بأنه كان أحد تلاميذها وتعلم القرآن على يديها.
وكنت قد قرأت مقالا عن الشيخة نفيسة بشار نُشِرَ في مجلة الهلال بعددها الصادر في شهر يوليو سنة 2014 بقلم الكاتب الصحفي الأستاذ محمد شلبى أمين وصفها فيه بأنها “نفيسة القرآن”، وذكر أنه كان تلميذها وتعلم القرآن على يديها، وأكد أن أهل قريتها جميعا كانوا يوقرونها وقال عنها: “إنها سيدتي، تاج رأسي، تاج رأس ذريتي من بعدي، نفيسة القرآن، عاشت تربينا ثم تغرس فينا أيات الرحمن.
وقد ولدت الشيخة نفيسة في يوم 29 نوفمبر سنة 1916 في قرية كفر الشنهاب التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية،
ووالدها هو الحاج علي البسيوني بشار أحد أعيان القرية والمشهود له بالصلاح، وأمها من قرية أويش الحجر التي يطلق عليها قرية القرآن الكريم، وقد أصيبت الشيخة نفيسة في طفولتها بمرض فى عينيها تسبب في فقدانها البصر، ودفعها أهلها إلى حفظ القرآن الكريم الذي حفظته بقريتها على يدي الشيخ إبراهيم بشار، ثم توجهت إلى قرية أويش الحجر حيث تعلمت أحكام التجويد والتلاوة على يدي الشيخ عبد الله البلتاجي، كما تلقت بعض علوم القراءات على يدي الشيخة نور بدوي زايد.
وبعد ذلك عملت مساعدة لشيخها عبدالله البلتاجي في كتابه، ثم أصبح لها كتابها الخاص بها ونذرت نفسها لخدمة القرآن الكريم بقريتها وأصبح لها ذكر حسن ومكانة عالية وتلاميذ بررة حفظوا القرآن على يديها، وقد نالت جوائز عديدة من الأزهر والأوقاف وجمعية المحافظة على القرآن الكريم، وأجرت العديد من الصحف والمجلات حوارات معها مثل “عقيدتي” و”اللواء الإسلامي” و”الأهرام إبدو”.
وكانت تداوم على ختم القرآن الكريم قراءة في كل أسبوع مرة، كما كانت تشارك في مشاريع الخير في بلدها، حيث باعت جزءا من ذهبها لكي تساهم في إتمام مشروع المعهد الديني، وحينما أرادت أداء فريضة الحج باعت إرثها من والدها والمقدر بثلاثة قراريط واستعانت بثمنها على السفر لأداء الفريضة، وذكر الأستاذ محمد شلبي أمين أن أحد مفتشي الأزهر قد سألها مرة حين ذهب لزيارة كتابها: “لم لا تتزوجين!؟” فقالت له: “لقد تزوجت منذ زمن طويل.. تزوجت القرآن الكريم”.
وحينما مرضت وهي في أواخر عمرها و لم تستطع السير إلى الكتاب طلبت من تلاميذها أن يحملوها على كرسي لكي تواصل عملها الذي نذرت حياتها له، وتوفيت الشيخة نفيسة في يوم 6 سبتمبر سنة 2001 عن عمر يناهز 85 عاما، وكما كانت خادمة للقرآن الكريم في حياتها فمن فضل الله تعالى بعد وفاتها لا يزال كُتَّابُها مفتوحا يؤدي رسالته على يد تلاميذها الذين علمتهم، ومازال الكتاب يعرف حتى اليوم باسم “كتاب الشيخة نفيسة”.. رحمها الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى