مقالات

عن الوعي

عن الوعي

مصطفى جاد عبد الكريم 

 

ما هو الوعي؟
هل هو العقل؟
نحن حين نستيقظ نرصد:
1- انفسنا
2- ذكرياتنا
3- الواقع المحيط بنا
فماذا نرصد من انفسنا:
1- النفس او الذات
2- الاحاسيس المادية
3- المشاعر
4- الانفعالات
5- التفكير
فهل الرصد هو الوعي؟
ممكن
اذن حالة الوعي هي حالة رصد
ولكن من يرصد؟
الذات او النفس اوالأنا
ام ان العقل هو الذي يرصد
هل الوعي عملية “عقلية”
من الصعب فصل الذات عن العقل
اذن الرصد عملية عقلية تؤدي الى الوعي
فالرصد او الوعي هو احد العمليات العقلية
وهناك عمليات عقلية اخري
مثل التفكير النظري الذى نحل به المسائل الرياضية
ونحن حين نقابل مسألة رياضية نصمت ونركز لنجد لها حلا
ثم نجد الحل
اى ان الوعي يرى الحل
اذن فالتفكيرالنظري يتم بعيدا عن الوعي ثم يخرج نتائجه الى الوعي الذى يرصد تلك النتائج
بل ان البعض قد يحل المسائل الرياضية وهو نائم في الحلم
والتفكير النظري يتعامل مع الواقع الذي يرصده الوعي
يحلله ويحاول ان يفهمه من خلال “المنهج العلمي”
وهذا الفهم يتراكم من جيل الى جيل
ويتم ببطء من خلال اكتشافات العلماء
ومصدرهذا التفكير النظري موجود في المخ
وربما بعد ظهور برامج الكمبيوتر وخاصة برامج الذكاء الاصطناعي (التي ابتكرها التفكير نفسه)
يمكن ان نفترض ان هناك بالمخ برامج تشبه برامج الذكاء الاصطناعي هى التي تقوم بعملية التفكير
فان المخ حين اخترع الكمبيوتر اخترعه ليؤدي نفس وظائفه كالعمليات الرياضية مثلا
وبالتالي ليس مستبعدا ان يكون تفكير المخ يتم بطريقة مشابهة
اذن هناك برامج في المخ مسئولة عن التفكيرالنظري
وهذه البرامج تعمل بعيدا عن الوعي ثم تخرج نتائجها للوعي
فليس هناك شيء اسمه التفكير الواعي
فالوعي عملية عقلية
والتفكير عملية عقلية اخرى
والتفكيريتم بعيدا عن الوعي ثم يخرج نتائجه الى الوعي
لكن نظرا للسرعة التي تتم بها هذه العملية نشعر بان التفكير جزء من الوعي
والتفكيريتم من خلال برامج تعمل داخل المخ
وهناك عملية عقلية اخري هى اللغة التى من خلالها نعبر عن افكارنا ونتواصل معا
وهناك اجزاء معينة في المخ مسئولة عن اللغة
ولعلها ايضا تعمل من خلال برامج
وبرامج التفكير تتعاون مع برامج اللغة
لان التفكير يستخدم المسميات
وبما ان الوعي نفسه عملية عقلية فيمكن ان نفترض ايضا ان هناك برامج في المخ مسئولة عن الوعي
فماذا عن السلوك؟
هل نحن نوجه سلوكنا من خلال تفكيرنا النظري؟
فكيف اذن يتصرف الطفل الذى تفكيره النظري محدود
وكيف يتصرف الشخص الأمي الذى معلوماته النظرية محدودة ايضا
اذن من المنطقي ان نفترض ان في المخ برامج توجه السلوك
وبينما برامج التفكير النظري تبني معلوماتها ببطء جيلا بعد جيل
فان برامج السلوك معلوماتها “السلوكية” كاملة يولد بها الانسان
مثل برامج تشغيل الجسم
لان الانسان لا يستغني عن تشغيل الجسم ولا عن السلوك فلم تُترك هذه البرامج لعملية جمع المعلومات التراكمية بل تم تزويدها بمعلومات كاملة تضمن للانسان الحياة السوية مهما كانت “معلوماته النظرية”
واذا كانت برامج التفكير النظري تعمل بعيدا عن الوعي ثم تخرج نتائجها الى الوعي
فان برامج توجيه السلوك توجه السلوك مباشرة والوعي فقط يلاحظ حدوث السلوك ولا يفهم كيف حدث
وعلماء النفس يدرسون ذلك السلوك اما الشخص العادي فهم يمارسه فقط
وهناك التفكير الابداعي الذى يبتكرالجمال غير المسبوق والمجاز التكيفي
ويمكن ان نفترض ايضا ان هناك برامج ابداعية تعمل بعيدا عن الوعي ثم تخرج نتائجها الى الوعي الذى يرصد الابداع ويسجله
وبرامج الابداع تتعاون مع برامج اللغة وببرامج التفكيرالنظري
ولانها تتم بسرعة ايذا فاننا قد نشعر بان عملية الابداع تتم بصورة واعية مثلما نظن ان التفكير النظري يتم في الوعي
لكن كما قلنا
فان الوعي نفسه عملية عقلية
والتفكير النظري عملية عقلية اخري
والتفكير الابداعي عملية عقلية ثالثة
فهل هناك برامج للمرض النفسي؟
يمكننا ان نفترض ان المرض النفسي وسيلة للتكيف مع واقع يؤلم الذات لكنها وسيلة غير سوية
والمخ يلجأ الى هذه الوسيلة اذا تعذر التكيف السوي مع الواقع
ومن هذه الوسائل غير السوية الكبت الذى تحدثت عنه نظرية التحليل النفسي
والكبت هو اخفاء تجارب سببت المعاناة للانسان في مكان ما من المخ سماه فرويد العقل الباطن
وهكذا افترضنا ان المخ به برامج منها:
1- برامج الرصد او الوعي
2- برامج التفكيرالنظري
3-برامج اللغة
4- برامج تشغيل الجسم
5- برامج توجيه السلوك
6- برامج الابداع
7- برامج المرض النفسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى