أخبارسياحه وآثار

معبد كوم أمبو يتألق على صفحة النيل بأسوان

كتب/ نصر سلامة 

شهدت أعمدة وقاعات وجدران معبد كوم أمبو أعمال تحديث لنظام الإضاءة مؤخرا ليتناسب مع تزايد اعداد الزائرين خلال الفترة المسائية وبخاصة خلال فصل الصيف.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن مشروع تحديث الإضاءة بمعبد كوم أمبو يأتي في اطار حرص وزارة السياحة والاثار علي تهيئة الموقع لاستقبال زائرية عن طريق المراكب السياحية و الحافلات بالطريق البرى وبخاصة خلال ليالي فصل الصيف.
وصرح الدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام منطقة اثار أسوان والنوبة انه اثناء تنفيذ تحديث إضاءة المعبد تم مراعاة ان تكون وحدات الإضاءة غير مباشرة علي النقوش بالشكل الذي يظهر الكتابات والنقوش بطريقة تجذب عين الزائرين لها.


ويعتبر معبد كوم امبو من المعابد النادره حيث انه كان مخصصا لعبادة اثنين من الآلهة هما (سوبك) الذي كان يرمز للشر و(حورس) ويرمز للخير في فلسفه توضح ان الحياة لا تستقيم الا بوجود هاتين الصفتين ولذا فإن تخطيط المعبد يقوم على محورين يمثل كل منهما معبدا قائما بذاته.
يقع معبد كوم امبو شمال مدينه اسوان على ربوة عالية تشرف على النيل ويرجع تاريخه إلى عصر البطالة حيث تم إنشاؤه عام ١٨٠ ق. م في عهد الملك بطليموس السادس وقام بزخرفته الإمبراطور تيبريوس خلال العصر الروماني.
وقد زينت جدران وأعمدة المعبد بزخرفة مصرية صميمة، تمتاز بدقة صنعها وحسن انسجامها وبجمال ما فيها من التوازن بين مناظرها وما حولها من النقوش والكتابات الهيروغليفية التي تغطي جميع جدران وأعمدة المعبد، إلى جانب الزخارف المسجله على الجانب السفلي لسقف المعبد بمناظر تمثل الشمس المجنحه.
كما ان رؤوس الأعمدة مختلفة عن بعضها من حيث الشكل وهذا ما كان شائعا في عصر البطالمة، وكلها معروفة من قبل هذا العصر ولاسيما ما يعرف منها برؤوس حتحور ورؤوس النخيل ورؤوس اللوتس ورؤوس البردي،
يشتهر معبد كوم امبو بوجود نقش في الجزء الخلفي مسجل عليه عددا كبيرا من أدوات الجراحه تبين مدى التقدم الطبي الذي كان عليه قدماء المصريين حيث يتشابهه عدد من هذه الادوات مع الادوات المستخدمه حاليا مثل المشرط والمقص وغيرها.
ومن اهم المباني المعماريه التي يتوقف عندها الزائر منبهرا مقياس النيل الذي يصل عمقه الي حوالي ١٦ متر في عمق الأرض، وهو مبنى من الحجر الرملي على شكل اسطوانى يحيط به سلم حلزوني داخلي يصل إلى قاع البئر ويأخذ جزءه العلوي شكل علامه عنخ رمز الحياه عند المصري القديم ، وربما كانت مياه هذا البئر تستخدم في أعمال التطهير قبل الدخول إلى المعبد او كانت تستخدم أيضا في قياس مستوى الفيضان.
وخلال السنوات الماضيه تمت أعمال تخفيض لمستوى المياه الجوفيه للمعبد تم من خلالها الكشف عن عدد كبير من الآثار حوله، منها تماثيل لملوك من عصر الدولة الحديثه مثل الملك تحتمس الثالث ورمسيس الثاني بما يؤكد ان موقع المعبد كان مقام فيه في عصر سابق معبد من عصور أقدم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى