مقالات

الإنسان قبل الكلام

الإنسان قبل المكان

بقلم / بليغ بدوي

 

تسعى الحكومة لتطوير و تحديث الخدمات التي تقدمها للمواطن بحثا عن توفير مزيد من الرفاهية للمواطن و مواكبة التغيرات العالمية حتي تنال الخدمة المقدمة رضاه، لكن من اين يبدأ التطوير من الإنسان أم المكان؟ سؤال يفرض نفسه خصوصا عندما يصدمك واقع أليم فعندما تذهب إلي مصلحة حكومية ما و تجد التطوير في المباني و الطلاء و الأثاث و الميكنة و الأضواء و لكن مازال الموظف هو ذلك الموظف الذي لا يجيد التعامل مع الجمهور و أحيانا لا يجيد التعامل مع نفسه و لا يتناسب سلوكه مع ما حوله من تطور ،فتجد نشاذ في المنظومة الرائعة التي تقدمها الحكومة فلا يشعر المواطن بهذا التطور الذي وفرته الحكومة له.فما فائدة سلة المهملات و انت ترمي القمامة على الأرض؟ ما قيمة التكنولوجيا بالمدارس و المعلم لا يستخدمها أو يعجز عن إستخدامها؟ ما فائدة إشارات المرور الاتوماتيكية و السائق لا يحترمها؟ إضافة لذلك تشهد المستشفيات تطورا عظيما مقارنة بالمستشفيات الحكومية في ما مضى، فلقد تطورت المباني و الخدمات و التسهيلات العلاجية و العيادات و اجهزة الأشعة و معامل التحاليل و غرف المرضي ، لكن يصدمك تهاون بعض الموظفين في الإستقبال او داخل عنابر المرضي، فتجد عامل الاسانسير الثرثار و الممرضات أصحاب الصوت العالي الذي يخترق ابواب الغرف ليزعج المرضى و الإدارين الذين يتعاملون بجفاء مع المترددين ، و الإذدحام غير المبرر في طرقات العيادات الخارجيه و الطوابير علي صيدليات صرف الادوية، و روشتات مطلوبة للتصوير خارج العيادات ليضطر المريض للنزول مرات و مرات للتصوير، و المحسوبية في اختراق قواعد النظام علاوة علي ذلك مستوي النظافة الذي لا يسر الناظرين و خصوصا في دورات المياه، و الزيارات للمرضي التي لا تخضع لنظام و اعداد الزائري الذي يصل احيانا لإضعاف عدد المرضي و إفتراشهم الطرقات و حديقة المستشفيات و التدخين. نحن نريد خدمة بلا إهانة، فنحن لا نملك إلا كرامة. علي القائمين بالعمل في مستشفيات أن يدربوا جميع الموظفين و العمال على بعض المهارات الأساسية في فن التعامل و المعاملة الحسنة مع الجمهور لكي يتوافق سلوكهم مع المظهر الحضاري للمنشأت و عليهم أيضا أن يكثروا من اللوحات الإرشادية و التوعوية في أروقة المستشفيات للزائرين.و عليهم أيضا حل مشكلة الازدحام بتوفير خدمة إليكترونية تمكن المرضي من الحجز مسبقا و تحديد عدد المترددين يوميا علي كل عيادة و علينا جميعا أن ندرك أن الدولة تسعي للتطوير و علينا أن نطور من أنفسنا و أن نقتنع بان التطوير يبدأ بالإنسان فالإنسان هو الذي يبني الحضارة و الإنسان أيضا هو الذي يحافظ علي الحضارة و علينا أن نعلم جيدا أن غياب الوعي لدي الإنسان هو الذي يهدم الحضارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى