مقالات

الإنسانُ و براثنُ الفقرِ

الإنسانُ و براثنُ الفقرِ

بقلم /

محمد ديبو حبو _ غادة مصطفى

 

الإنسان بفطرته التي جبل عليها يولد نقياً كسحابة بيضاء لا تحمل إلا الخير، بعد ذلك تبدأ القيم والمفاهيم بالانغراس في تربة أفكاره وأفعاله ليصبح لديه قابلية للتمرد أوالتوافق التي تحكمها عناصر القوة والضعف الخاضعة
تحت مظلة شخصيته التي تتبلور بحسب حجم الأفكار التي يتشربها بالإضافة إلى عناصر أخرى تتفاعل وفق معطيات الواقع والظروف مع الحدث بحسب الصراعات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها في مدرسة الحياة والتي تخضع لعناوين مختلفة وأهداف متعددة .
ولا ننسى ما يعتري الإنسان من رياح قادمة من الغرب محملة بالغبار الفكري والذي
يحمل في طياته عواصف ذات طابع تدميري هائل يتم التخطيط له ضمن الغرف المغلقة لبسط النفوذ على دول المنطقة وخاصة تلك الدول التي تمتلك ثروات هائلة …
من ضمن الدراسات المطروحة من قبل منظومة التحكم العالمية على الطاولة المستديرة وضع الإنسان الفقير ثقافياً ومادياً ضمن القوائم المستهدفة للتحكم به عن بعد لنشر ثقافة الفوضى اللأخلاقية لتحقيق سلسلة من الاهداف المتفق عليها من قبل تلك المنظومة ..
لبسط النفوذ على تلك الدول الغنية بالمواد الغذائية والمعادن الثمينة والأدمغة الفذة ..

الإنسان في هذا الصراع العالمي تتحكم به أدوات داخلية وخارجية وبالتالي يتحول هذا الصراع إلى فوضى داخل منظومة الأسرة التي يعمل على تفكيكيها
ليتحول تأثير هذه الفوضى تلقائياً إلى ثقافة اجتماعية لدى شريحة واسعة من المجتمع ..
أهم عوامل قوى التأثير في شخصية الإنسان ( الجانب المادي ) باعتبار الفقر
عامل ضعف لدى الإنسان تتسلل من خلاله الفيروسات داخل أعضائه و التي تصبح عرضة للكثير من الأضرار الجسدية والنفسية والمعنوية ..
عندما يفقد الإنسان أي دور قيادي لدى الأسرة بغض النظر عن موقعه ومكانته فيها يشعر بالفقر ، هذا الأحساس السلبي
يدفعه للتفكير بالقيام ببعض الأعمال السلبية وبالتالي نلاحظ ارتفاع مستوى
الانحلال الأخلاقي في المجتمع ..
نتيجة انتشار نتائج الفقر وارتفاعها إلى مستويات عالية لدى شريحة واسعة من المجتمع والذي يؤدي بدوره إلى انتشار الفساد والجريمة والفوضى اللاخلاقية.
ال م ن ظ م ات التي تسعى إلى الاستفادة من اي منعطف اجتماعي أخلاقي اقتصادي تقوم برصد مثل هذه الحالات والتعامل معها بوسائل خاصة لتهيئتها مستقبلاً
لصالح هذه الدول لتحقيق مصالحها وبسط نفوذها فيها.
الإنسان هو اساس مضمون اي صراع باعتباره القوة المؤثرة فيها ايجابياً أو سلبياً بحسب نوعية الصراع وادواته
لذا يجب التعامل معه بمسؤولية وحكمة
لبناء هيكلية اجتماعية وثقافية ذات طابع إيجابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى