مقالات

الفلسفة الكلية

الفلسفة الكلية

مصطفى جاد عبد الكريم 

.
هل الجزء يسبق الكل
ام أن الكل يسبق الجزء
اذا نظرنا مثلا للكرسي
فإن فكرته ككل تسبق تجميع أجزائه
فالاجزاء جاءت لتخدم الفكرة الكلية
وكذلك الانسان
له وظيفة كلية
وكل أجزاء جسمه جاءت لخدمة وظيفته الكلية
والجمال وظيفة كلية
والاجزاء تخدم هذه الوظيفة
فوجه المرأة جميل ككل
وليس كل جزء منه جميلا منفردا
وكذلك العمل الفني جميل ككل
ولا يمكن تفكيكه إلى أجزاء جميلة
والدولة فكرة كلية
واجزاء الدولة تخدم هذه الفكرة
والكون كله وراءه فكرة كلية
وكل اجزائه تخدم هذه الفكرة
والفكرة الكلية تنشأ من الحاجة
فعندما احتجنا للجلوس أتت فكرة الكرسى
والحاجة تعني وجود ذات محتاجة وعقل يفكر لتحقيق احتياج الذات
والذات تقرر تنفيذ فكرة العقل
لكن الذات الالهية لا تحتاج إلى خلق الكون
بل هو من تجليات الصفات الالهية
وهذه التجليات حددت الهدف الكلي للكون
وحددت الاجزاء التي ستحققها
وحددت القوانين التي ستحكم هذه الاجزاء
ثم من خلال “كن” كان الكون
والذات الإنسانية تحدد أهدافها الكلية
ثم تستخدم عقلها لتنفذ هذه الأهداف الكلية
من خلال تجميع الاجزاء المناسبة
والعقل الإنساني يتكون من وظائف
كل منها يحقق مصالح الذات بطريقته الخاصة
ومن هذه الوظائف:
١- وظيفة الوعي أو الرصد التي ترصد الذات والواقع المحيط بها داخليا وخارجيا
٢-وظيفة التفكير النظري التي تحلل الواقع من خلال المنهج العلمي
٣- وظيفة توجيه السلوك ليحقق التكيف مع الواقع
٤- وظيفة الإبداع التي تصنع الجمال المجازي
وكل هذه الوظائف تبدأ بالكل ثم تبنيه من خلال اجزائه
وحتى الوعي يدرك الأشياء ككل ثم يدرك اجزاءها
والوعي هو كشاشة الكمبيوتر
تظهر عليه نتائج التفكير النظري أو السلوكي أو الابداعي
فهذه الانشطة تعمل بعيدا عن الوعي ثم تخرج نتائجها الى الوعي
وكل نشاط منها له لغته الخاصة
فالنشاط النظري لغته المنطق والمنهج العلمي
والنشاط السلوكي لغته الحركة والمشاعر
والنشاط الابداعي لغته المجاز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى