مقالات

سبت يونيو… للذكرى

سبت يونيو.. للذكرى

 هدى عبدالله

 

—–
وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مقدرشي يدفع مهرها
……….
الخامس من يونيو 67 الساعة ٧ و٤٥ ق.، تهب العاصفة الصهيونية علي بلادنا العربية، الضفة الغربية، الجولان، قطاع غزة، على سيناء الحبيبة تهب كريحٍ صرصرٍ عاتية، لا تبقي ولا تذر، ريحُ تقصف آلاف الأرواح الآمنة ، مخلفة وراءها اشلاء وجرحى، تعود بجراب معبأ بالاسرى تتلذذ بتعذيبهم وترقص على صرخات جروحهم، تذكرني تلك الخطط الهمجية بالقراصنة قديما وقُطاع الطرق عندما كانوا يغيرون على الآمنين والبسطاء ليسلبوهم ارواحهم واموالهم، وتراهم متيمين بلذة انتصار زائف حيث لا يكون هناك الضد المنتظر ليدفع عن نفسه السوء،.. يونيو جرح غائر في جسد امة بأسرها، إذ ان حصد ارواحنا كان يزيد عن ٢٥٠٠٠، مقابل ٨٠٠ اسرائيلي، وان خسارة عتادنا كانت ٨٠٪ بينما العدو لا تزيد خسارته عن ٥٪، حرب الايام الست او كما يسميها الإسرائيليون (ملحمت شيشيت هياميم)، ولست ادري ماذا كنا نفعل او نشعر في هذه الذكرى لولا ٧٣ و يوم السبت السادس من اكتوبر المجيد.، وربما أبى يونيو ان يتركنا في هذا العام دون ان يسجل لنا ذكرى بشكل مختلف على يد جندي مصري اردى ثلاث قتلى من اليهود تاركا وراءه اثنان من الجرحى، وعرس له يسجل شهادته بدمائه الذكية، لتكون لدى الآخر ذكرى مؤلمة في هذا الشهر، كما تسبب لنا في جرح و ذكرى مؤلمة في نفس الشهر وللمصادفة العجيبة ان هذا اليوم ايضا كان يوم سبت يالا المفارقة الغريبة ، ايها اليونيو المعبأ بالمعارك والذكريات ربما كانت المقارنة ليست منصفة بين ما حدث في يونيو ٦٧ ويونيو ٢٠٢٣، ولكني استطيع ان احتفل بذكراك ف العام القادم ان شاء الله دون نفس الألم الذي يزلزلنا كلما تذكرناه، اتذكره وانا اعلم ان هناك من يشعر بالالم ذاته عندما يتذكر ان واحدا، واحدا فقط من خير اجناد الارض يدعى (محمد صلاح ) ، تسبب لأمة صهيون في جرح كبير، حتى اذا ما احتفلتم بذكرى الايام الست طغت آلامكم عليها كلما تذكرتم يوم سبتكم هذا في العام المقبل ان شاء الله، فسبتٌ بسبت، وتلك الأيام نداولها بين الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى