مقالات

معايير الاختيار

كتبت:نجلاء حاتم محمد 

الكثير منا بيتسرع في اختيار الأشياء والأشخاص، علي سبيل المثال هناك من يتسرع في الزواج وبالتالي يكون اختياره خطأ الي حد ما ويأتي بعد ذلك ويندم علي سوء اختياره وتسرعه ،وهناك من يتسرع في شراء شئ ويعرف بعد ذلك بأنه ضار ولاقيمة له.

فالحياة هي اختيار أكثر من فرصه أو اغتنام تلك الفرصة..

فالفرصه أحيانا تكون اختيار سئ أو شر لنا !

لذلك عليك أيها الإنسان أن تحسن الاختيار في كل شئ وكل شخص من حولك لكي تعيش سعيدا ومرتاحا وتتخطي كل الصعوبات دون أن تخسر شئ

وفكر جيدا في كل شئ قبل الإقبال عليه أو تنفيذه

وليس من المستحيل أن يتعلم أحدنا كيف يحسن الاختيار ويتمكن من امتلاك أسس انتقاء أصلح وأنسب للاختيارات المرتبطة به كفرد مسؤول عن كل ما يصدر منه، بالرغم من أن هذا لن يكون مقررا في مناهجنا التربوية المدرسية المختلفة، ولكن كل إنسان يمكنه أن يحسن الاختيار ويستمر في ذلك، بمجرد ما أن يتمكن من الترسيخ الذهني الصائب لما يود اختياره من قرارات نابعة عن قناعة ذاتية، مع رغبه عملية قوية في تغيير واقعه إلى الأفضل؛ فحسن الاختيار يقع في داخلنا بصرف النظر عن المشاعر اللحظية المصاحبة لانفعالاتنا السيئة في بعض الأحيان، والتي تحتاج بالدرجة الأولى إلى الرضا بكل سوء مقدر وقدر مكتوب، فما ذلك إلا سنة من سنن الحياة التي لا مفر منها، والتغيير للأحسن في ملكنا نحن ما دامنا أصحاب إرادة غير مقيدة.

ويظل الإنسان المسؤول الوحيد عن أفعاله وتصرفاته، وهو الذي بيده القرار الذي قد يضمن وجود حسن الاختيار بشكل وافر في حياته، والتوفيق في ذلك مرهون بحسن الظن بالله، والإيمان بقضائه وقدره كيفما كان، واليقين على الأقل في القرارات المتخذة على أن أسباب حسن الاختيار موجودة بالفعل من حولنا، وأن المطلوب هو التركيز عليها واستخراجها لتصبح كفكرة مسيطرة على عقولنا، وكممارسة نتدرب عليها لتوجه سلوكاتنا، فنتقن بذلك حسن الاختيار الذي لا يخرج عند الإنسان السوي عن كونه قرارا شخصيا يصنع في الحياة المرء الذي يمتلئ قلبه بالامتنان والعرفان لله على خير حال اختاره.

يكون حسن الاختيار نصيبا محتوما عند الذين يعرفون كيف يتعاملون مع ظروفهم الحياتية ومع ما عندهم من قدرات وإمكانيات، كما يسهل على الشخص أن يحسن الاختيار عندما يكون كما هو بلا أدنى محاولة لإرضاء الآخرين؛ فيسعى جاهدا بأن يظل في صورة خالية من التصنع بالرغم من وجود عوامل خارجية تمنعه من تحقيق ذلك، فالذي يضع حسن الاختيار نصب أعينه يصبح عنده من أهم الأشياء التي ينبغي المحافظة والسيطرة عليها، بل ويعتبر ذلك من الكفاح الذي يتطلب التوفر على قدر كاف من التحمل، والذي يستدعي بدوره الثبات حين البأس بنفَسٍ مفعمة باليقين والتضحية.

ولحسن الاختيار نصيب كبير في التمايز الحاصل بين الناس، فلربما لا يتميز فلان عن فلان إلا بقرار حر اتخذه عن قناعة به، وتبقى اختياراتنا تتأرجح بين الحسن والسيء، ولا يمكن اعتبار التوفيق في الاختيار موروثا أو نصيبا محتوما لأنه من الأمور التي لا إطلاق فيها؛ إذ لا يمكن أن نقول هكذا ولد هذا ملازم لحسن الاختيار، وهكذا ولد ذاك مسيء للاختيار على الدوام، ومن غير المنطقي أن تكون اختيارات المرء موفقة بالصدفة فقط؛ إذ لا دخل للحظ في المسائل التي تستلزم مراعاة الأسس والضوابط المتحكمة فيها، ولكي يتوفر حق الاختيار بلا نقصان ينبغي أن يكون المرء مستمتعا بحريته من غير تقييد وإكراه في اختيار ما يريده.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى