مقالات

اشجع طفل بالعالم ” عبد الستار ادم “

د.صالح العطوان الحيالي
الشجاعة لا تحدد بعمر أو بهوية أو بقومية . الشجاعة تخلق مع الفرد .كثير من الأطفال أعطوا دروسا في الشجاعة ومن هؤلاء الأطفال الطفل المصري عبد الستار ادم ذو ال ١٢ ربيعا لقبه المؤرخ الفرنسي فيفا دينون بانه اشجع طفل بالعالم هو مصري من قرية الفقاعي تقع بمحافظة بني سويف طرز اسمه باحرف من نور على مدى التاريخ تذكره الاجيال بانه الطفل المصري اشجع طفل بالعالم ، الطفل الذي حمل لواء المقاومة ليخلد اسمه كبطل حتى وان كان من الاطفال حيث لم يتجاوز ال ١٢ سنة الا ان التاريخ ذكره كاحد ابرز المقاومة الشعبية الذين لم يستسلموا للظلم والقهر الذي فرضته الحملة الفرنسية على مصر ، كانت قوات الجنرال ديزيه تتمركز بالمنطقة حتى تصلها مدد من المدفعية ليستكمل غزو الصعيد، وحدث أن لفت نظر ديزيه ذات ليلة اختفاء كمية من الأسلحة من المعسكر، ثم تكرر الأمر في الليلة التالية؛ ولهذا شُدِّدت الحراسة والمراقبة فى المعسكر.
وخلال المراقبة رُصد صبيٌّ صغير يقال إنه كان يدعى عبدالستار آدم، وعمره 12 سنة فقط، يتسلل إلى المعسكر في الليل ويجمع ما يستطيع حمله من البنادق ليقدمها للمقاومة الشعبية، فطارده جندي فرنسي حتى أصابه بالسيف فى ذراعه وأسره. سمع ديزيه بأمر الصبي فاستدعاه للاستجواب، سائلاً:
لمَ تسرق أسلحة الجيش الفرنسي؟
– لأنها أسلحة أعدائي وأعداء بلادي.
ومن حرّضك على هذه الجريمة؟
– ألهمني الله أن أفعل ما فعلت.
هل تعرف أن عقوبتك هي الشنق؟
– دونك رأسى فاقطعه.
وأراد ديزيه أن يختبر شجاعة الصبي فأمر بإعدامه، وهنا ظهر معدن الصبي فلم يبكِ ولم يصرخ ولم يطلب العفو، لكنه رفع رأسه إلى السماء وتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم. أعجب ديزيه بموقف الصبي وصلابته، فاستبدل الإعدام بالجلد 30 جلدة، تحملها الصبي ولم يتأوه.
بعد انتهاء حكم الجلد قال له ديزيه: يا بني، سأكتبُ في تقريري اليوم إنني قابلتُ أشجع ولد في الصعيد، بل أشجع ولد في العالم كله.
وقد ذكره المسيو فيفيان دينون في كتابه «رحلة الوجه البحري ومصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت»، وكان شاهد عيان للواقعة، فقال «عرضتُّ عليه أن أتبناه وأن أكفل له مستقبلاً سعيداً، فردَّ الصبي: ستندم على تربيتي؛ لأنني سأقتلك وأقتل منكم من أستطيع .
المصادر
ثائر من الملائكة
بني سويف من ١٩١٩ حتى العدوان الثلاثي
المؤرخ الفرنسي فيفان دينون .اشجع طفل بالعالم
الثائر الصغير .محمد عبد الحافظ
فيفان دينون. رحلة الوجه البحري ومصر العليا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى