سياحه وآثارمقالات

مناظر الأضاحي.. كيف سجلها المصري القديم

كتب /نصر سلامة

لم يترك المصريين القدماء اي عمل قاموا به إلا و سجلوه على جدران المعابد والمقابر بكافة التفاصيل التي كانوا يقوموا بها، مما ساهم في ترك سجلا ضخما من المشاهد العديدة لمناظر الحياة اليومية.
وقد حرص المصريين القدماء على تربية واستئناس الحيوانات، منذ أقدم عصور الحضارة المصرية القديمة، لدرجة أنهم قدسوا الروح الكامنة في بعض الحيوانات، ولهذا كانوا يخصصون للحيوانات الحظائر القريبة من بيوتهم حتى يقومون برعايتها بصورة أكبر وبشكل مستمر.
وعرف المصريين القدماء الأضاحى وذلك كنوع من أنواع التقرب للآلهة، ولهذا كانوا يحرصون على ذبح الحيوانات السليمة والتي تخلوا من العيوب، حتى يتم تقديمها للآلهة، لهذا نجد التاريخ المصرى القديم ملىء بمظاهر الأضحية الخاصة بذبح الحيونات، مع اختلاف الهدف عند المصريين القدماء، وتشهد على الاحتفالات تقديم القرابين بالمعابد أو بالمقابر المصرية القديمة، حيث تم تجسيد ذلك على جدرانها، وكات الثيران من أكثر الحيوانات التى لها النصيب الأكبر بين اللحوم المقدمة على موائد القرابين.

وقد جسد المصريين القدماء تفاصيل طريقة ذبح الأضاحى على جدران معابدهم ومقابرهم ، حيث نري مشاهد تجهيز الثيران للتضحية بها وهى فى طريقها للذبح، حتى يتم تقديمها كقرابيين للمعبودات .
ويوجد منظر مسجل على تابوت الملكة “عاشيت” بالمتحف المصري، نشاهد من خلاله الجزار وهو يقوم يقوم بعملية الذبح ومعه مساعدة، تحت إشراف رئيس الجزارين، يبدأ المساعد بتوثيق أقدام الثور بالحبال جيدا وبعد التأكد من السيطرة عليه يقوم الجزار بالذبح من الرقبة باستخدام سكين حاد ، واذا دققنا النظر في المنظر نلاحظ أن مساعد الجزار يمسك وعاء و يسكب منه الماء فوق الذبيحة مكان الذبح فى نفس اللحظة التى يقوم فيها الجزار بعمله للتأكد من النظافة التامة وعدم حدرث اي تلوث للذبيحة ، ثم بعد ذلك يتم السلخ والتقسيم الي أجزاء ، وللحفاظ على اللحوم أطول مدة ممكنة كانوا يقوموا تجفيفها.
وبعد انتهاء عملية الذبح تتم أعمال التنظيف من الدماء واي مخلفات غير صالحة من الذبيحة ، وتذكر لنا بعض النصوص المصرية القديمة الحوار الذي كان يدور بين الجزار والصبي.
حيث يقول الجزار :”نجر ورت اثي ار.اك” ومعناها بالعاميه المصريه (امسك كويس وشد عليك)
ويقول الصبي:”اري.أي ار حثت .اك” ومعناها بالعاميه المصريه (حاضر يا معلم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى