مقالات

صحيح.. لله في دنيا الناس نفحات لا يظفر بخيرها إلا الأصفياء السمحاء

كتب : أحمد كيلاني

خلق الله الأرض ، ليعيش فيها الإنسان ويعمرها ويتأمل في أعظم ما خلقه الله ، وأن الله سبحانه وتعالى قادر على تسهيل الأمور على الإنسان ، وأعطاه الحرية ليظهر قوة إيمانه وحبه إلى الله عز وجل، كما أن الإنسان يعيش في الدنيا مرة واحدة، فلماذا لا تكون هذه الحياة أروع حياة له يكسب منها الكثير من الأعمال الصالحة والخير والثواب.

أصبح الكثير من الناس يمارس أدوار مصطنعة، فى الحياة وهناك البعض يحاول أن يمارس دور الواعظ و المرشد فى أمور الحياة من خلال تعاملاته مع الناس ، ولم يتطرق أى إنسان لما يدور بنفسه من صراع بين الأنا والأنا الأعلى، أو محاسبته لنفسه يوميا على ما قدم من خير أو ما حدث معه من أمور عارضه وما يقوم به تصحيح لاخطائه أو الإشادة بنفسه على ما قدم من خير أو قول حسن إستطاع من خلاله أن يفرج به كرب عن أحد ، أو تقديم دعم أو مساعدة لآخر.

نقابل فى الحياة الكثير من الناس اللذين يمارسون أدوار النصح والتوعية والإرشاد ، وينسوا أنفسهم من ذلك ، كما أنه ليس بقلبهم مثقال ذرة من خير للبشر ، أو حب لمجتمعهم الكبير ، وعندما تأتى الفرصة لهم ليبرهنوا عن مدى مصداقيتهم فى فعل الخير أو تقديم المساعدة لإنسان يتراجعوا للوراء وكأن شئ لم يكن ، ويضعوا لأنفسهم الحجج والبراهين والأكاذيب ، وحين يطلب أحد منهم مد يد العون ، ينسحبوا ويتراجعوا للوراء ، أو يمارسوا أدوار الممثلين البارعين فى الخداع ، ليبرروا لأنفسهم حجج منطقية مقبولة لكى يصلوا إلى غايتهم في صنع سعادة نفسية لأنفسهم ، ولكن للأسف فهى وهمية عارضة تزول بسرعة .

أيها الإنسان حاول أن تفكر جيدا ، بعيدا عن النفاق والتصنع فى تعاملاتك الحياتية مع الناس ، فأنت فى حقيقة الأمر لا تتعامل مع الناس، بل تتعامل مع الله سبحانه و تعالى وهو يعلم الجهر وما يخفى .

وحتى فى أشد المحن والظروف ، من أمراض مزمنة فتاكة شديدة الخطورة ، أو أمور حياتية معقدة قد تعجز عن مجرد التفكير فيها ، وتحاول أن تبرهن فى هذه الظروف عن مدى حبك لله عز وجل أقصد في الوقت الراهن ، للنجاة والخلاص والوصول إلى بر الأمان ، وبعد إنتهاء الأزمة أو المحنة أو الأمر الحياتى تنسى علاقتك مع الله عز وجل ، وقد تصرف كثيرا فى التعايش مع الحياة الدنيا ، وتنسى نفسك من حساب وعقاب ، ويصل الأمر لدى البعض ممن تعلق قلبه بالدنيا الفانية ، إلى نسيان الآخرة بما فيها من ثواب أو عقاب ويتجه إلى جمع الأموال وشراء الأراضى والقصور والسيارات ومتاع الدنيا الفانية.

أيها الإنسان ليكن طريقك واضحا في هذه الحياة الدنيا القصيرة ، إلتزم الصدق ثم الصدق فى التعامل مع أى شئ حاول أن تجعل الله امام عينيك ، فلا تكون سبب فى فتن أو خراب أو دمار أو تطرف أو تعصب فكرى أعمى أو قاطع خير للناس وسبب فى ضرر إنسان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى