سياحه وآثارمقالات

لغز مقبرة النحات “تحوتمس”

متابعة نصرسلامة

الحضارة المصرية مليئة بالالغاز التى حيرت علماء الاثار على مر العصور دون ان يجدوا لها تفسير، او اختلفوا في تفسيرها.
وفي هذا السياق كتب عالم الآثار الدكتور منصور بريك على صفحته الشخصية عن ،، لغز مقبرة النحات تحوتمس،، (صاحب ورشة تل العمارنةالشهيرة) والتى تم الكشف فيها عن تمثال نفرتيتي الشهير قائلا: 
“فى ديسمبر عام ١٩١٢م كانت البعثة الألمانية برئاسة لودويج بورخارت وجيمس سيمون تحفر فى ضواحي مدينة تل العمارنة الشهيرة التى شيدها اخناتون (١٢٧٣-١٣٣٧ قبل الميلاد) وعثرت البعثة على ورشة او اتيليه لفنان مصري قديم تحوي العديد من القطع الفنية منها تماثيل كاملة النحت واخري غير مكتملة ورؤوس تماثيل لسيدات من القصر الملكي، اهمهم بالطبع نفرتيتي وبنات اخناتون الى جانب العديد من القوالب الجصية والتى كان يستخدمها الفنان صاحب تلك الورشة فى نحت التماثيل منها قوالب لاخناتون ونفرتيتي، ومن اهم القطع التى تم الكشف عنها فى تلك الورشة رأس تمثال الملكة نفرتيتي الشهير، والذي يعتبر من أجمل وأشهر التماثيل التى ترجع لفترة العمارنه.
ومعلوم للجميع ما قامت به البعثة برئاسة بورخارت من عمليات تدليس وطمس معالم هذا التمثال وتشويه شكله عن عمد حتى يكون من نصيب البعثة عند عملية القسمة للمكتشفات الاثرية التى عثرت عليها وفعلا سافر التمثال الى ألمانيا ولم تقوم البعثة بالكشف عنه الا بعد فترة طويلة وكانت مشكلة كبيرة بين مصر والمانيا وتم منع البعثة من العمل وطلبت الحكومة المصرية فى ذلك الوقت بعودة القطعة الى مصر وبالطبع تم رفض الطلب وحاليا القطعة معروضة فى متحف برلين، و مازلنا نطالب بعودة هذا التمثال الذي خرج بطريقة غير شرعيه من مصر..
وكانت هذه الورشة بمثابة لغز كبير لجميع علماء الآثار خاصة وانه لم يتم الكشف عن اية نقوش او لوحات داخل تلك الورشة تخبرنا عن صاحبها او اسمه؟؟ حتى بدأت البعثة تحفر بالقرب منها وبجوار جدار ملاصق لتلك الورشة تم الكشف عن قطعة من العاج تشكل جزء من حلية كانت تزين سرج حصان وعلى تلك القطعة العاجية سطر من الكتابة بالخط الهيروغليفي يقرأ النص[ المحبوب للملك ريس الاعمال، ولقب يقرأ،، سي عنخ تم ترجمته نحات ثم اسم جحوتى مس او تحوتمس] وبالتالى تم التعرف على الفنان الذي كان يدير تلك الورشة والذي كان معه فريق من الفنانين يشرف عليهم ويقومها بنحت التماثيل المختلفة فى تل العمارنه.
ومن هذه القطعة العاجية نستطيع أن نقول ان النحات تحوتمس كانت له عربة وحصان كان يتنقل بها فى شوارع تل العمارنة او عندما كان يذهب ليراجع النقوش والألوان داخل المقبرة الملكية فى تل العمارنه، ولم يعثر على اية آثار او مقبرةاو نقوش اخري تخص هذا الفنان او النحات الشهير سواء فى طيبه او فى تل العمارنة سوى تلك القطعة العاجية الصغيرة.
وفي شتاء ١٩٩٦م، حيث كانت البعثة الفرنسية برئاسة الان زيفييه تحفر فى الجبانة البوباسطيه ( تم تسميتها بهذا  الاسم بسبب اعادة استخدام المقابر فى تلك المنطقة لدفن الحيوانات المقدسة خاصة القطط رمز الالهه باستت حيث عثر فى تلك المقابر على الالاف القطط المحنطة) هذه الجبانة تقع اسفل استراحة كبار الزوار فى سقارة والتى كشفت قبل ذلك عن العديد من المقابر التى ترجع للفترة من عصر امنحوتب الثالث وحتى توت عنخ امون وكشفت منها مقبرة عبريا وما صاحبها من لغط عند الكشف عنها، وبالطبع مقبرة مرضعة توت عنخ امون ،، مايا،، المرقمة Bub 1.20 والمصور على احد جدرانها الملك توت عنخ امون وهو جالس على حجرها فى منظر نادر تنفرد به تلك المقبرة.
والى الشرق من مقبرة مايا كشفت البعثة عن مقبرة صغيرة ضيقة ولها مدخل صغير منحوته فى الصخر تم ترقيمهاBub1.19.

ونظرا لان المقبرة عند الكشف عنها كانت فى حالة سيئة من الحفظ الأمر الذي تطلب العمل لعدة مواسم فى التنقيب والترميم والرفع المعماري ودراسة المناظر والنقوش على جدران المقبرة وتم نشر مقالة علمية عن المقبرة فى 2013م تؤكد انها للنحات الشهير “جحوتى مس” او تحوتمس صاحب ورشة تل العمارنة الشهيرة وكانت من تلك المناظر صورة لهذا النحات الشهير والتى رسمها لنفسه وتمني ان يكون عليها فى العالم الاخر وهو فى شبابه، ومن خلال المناظر والكتابات داخل المقبرة استطاعت البعثة ان تعرف اسم والده وهو ،،امون ام اويا،، والذي كان يشرف على رسم ونقش المقابر الملكية فى قصر العدالة او وادي الملوك والمؤكد ان ابنه تحوتمس كان يعمل معه وتعلم منه كما يتبين ان مقبرة الفنان تحتمس ربما بدأ نحتها فى اخر عصر امنحوتب الثالث واستكملها فى عصر امنحوتب الرابع ،، اخناتون،، حيث عثرت البعثة على كل الاسماء التى تحوي اسم امون قد تم محوها من على جدران المقبرة ، والأهم انه تم الكشف عن اسم زوجة النحات تحوتمس وكانت تدعي ،،انووي،، ومن القابه فى المقبرة ريس الفنانين وريس أعمال الملك، والغريب ان البعثة قد عثرت ولأول مرة على بقايا تابوت مزدوج مهشم من الخشب الملون عليه وجهين لتحوتمس وزوجته مما يدل على مدى حبه لها وحرصهما الإثنين على ان يتم دفنهما معا داخل تابوت مزدوج.

و يقودنا الكشف عن مقابر حاشية وكبار موظفي اخناتون فى جبانة الى عدة تساؤلات او نقول افتراضات تقبل الصح او الخطأ هى:
– على مايبدو انه فى اخر عصر اخناتون تركت نفرتيتي العمارنة واصطحبت بناتها وتوت عنخ امون الى منف حيث عاشوا بها. 
– بعد وفاة اخناتون ربما تولت نفرتيتي الحكم فترة وجيزة حيث تم الكشف عن جدارية لها وهى تتعبد لاتون وملقبة (بملكة الارضين) كما تم الكشف عن حجر تلاثات داخل معبد الاقصر مصوره عليه فى مركب وهى تؤدب الاعداء ومن المعروف علميا ان هذا المنظر لا يقوم به سوى الملوك الذين تولوا الحكم ولو لفترة قليلة.
– انه بعد وفاة اخناتون المفاجئة حدث هرج فى مدينة تل العمارنة وتركها اغلب سكانها وكان من الصعب عودتهم بسرعة الى طيبه وكان منهم النحات تحوتمس وبالتالى توجهوا الى العاصمة الكبيرة منف .
ان اكتشاف مقبرة هذا الفنان العبقري فى حاجه الى إلقاء الضوء عليها كما يجب لن يتم عرض صورة له فى مركز زولر تل العمارنة ليتعرف الزائرين على هذا النحات الشهير صاحب تمثال نفرتيتي واتمنى ان يعود التمثال مرة اخرى الى مصر من برلين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى