رياضة

طارق الادور يكتب ..إنقاذ الأندية الشعبية

(2) رعاة من محبي النادي دون مناصب
بقلم د. طارق الأدور
في عصر المادة إنهارت الأندية الشعبية الواحد تلو الآخر حتى وصلنا لدوري لم يعد به سوى 5 أندية شعبية فقط بنسبة الربع تقريبا بينما الباقي من أندية الهيئات والشركات والأندية الخاصة الإستثمارية التي لا تملك الجماهير التي هي عصب كرة القدم، فأصبحت المدرجات خاوية في أغلب المباريات وفقدت كرة القدم وقودها الحقيقي وهو الجمهور.
وتحدثت في الحلقة الأولى من سلسلة الحلقات التي أسطرها من أجل إنقاذ الأندية الشعبية مؤمنا بأن دور الإعلام هو إضاءة الطريق لإيجاد الحلول على أرض الواقع، وقد تناولت في الحلقة الأولى العودة الكاملة للجماهير بإعتبار أنها عنصر التميز الأساسي والذي لا تملكه أندية الهيئات والشركات وبالتالي يمكن أن تستفيد منه وتتميز به، ونتناول اليوم في الحلقة الثانية الرعاية لتلك الأندية بحيث تضمن دخلا ثابتا تستطيع به مجاراة سوق الكرة في الوقت الحالي.
جرت العادة في عصر المادة الذي تحولت له اللعبة الشعبية الأولى على إعتماد الأندية الشعبية على تولي رجال الأعمال للمناصب الحيوية داخل النادي وعلى رأسها منصب الرئيس، وكان هؤلاء يأخذون المنصب من قبيل الوجاهة الاجتماعية أكثر من دورهم الإيجابي للدعم الحقيقي للنادي من خلال الموارد الثابتة.
وعمليا ثبت على أرض الواقع فشل سياسة تولي رجال الأعمال للمناصب الرئيسية بالأندية الشعبية لثلاثة أسباب رئيسية: أولهما أن رئيس المادي لا يعبأ بمصالح النادي بقدر إهتمامه بإستغلال المنصب من أجل الترويج للأعمال التي يقوم بها، وغالبيتهم لا يدفع من جيبه للنادي وإنما يدفع جزء بسيط مما يحصل عليه من خلال ترويج تجارته من خلال المنصب الاجتماعي بمعنى أن لو كسب من وراء المنصب 10 ملايين، فلن يقدم سوى مليون على الأكثر، وبمعنى آخر سيكون هو المستفيد الأكبر.
والسبب الثاني أن الموقف المالي للنادي سيكون مرهونا ببقاء رجل الأعمال رئيسا للنادي وفي حال رحيله سيمر المادي بأزمة عنيفة قد تطيح به كما حدث في العديد من الأندية مثل المصري والإسماعيلي.
والسبب الثالث أن أغلب رجال الأعمال لا تكون لديهم دراية كافية بإدارة الكرة وهو أمر يتطلب خبرات خاصة، تختلف عن تلك التي كانت وراء نجاح أعمالهم وبالتالي قد تنهار الكرة تماما تحت إدراتهم كما حدث في العديد من الأندية الشعبية.
ما الحل إذن؟؟ لابد من تواجد مصادر للدخل من خلال الرعاية ولكن لرجال أعمال محبين للنادي ويفضل أن يكونوا من أبناء المدينة التي يديرون فيها أعمالهم الخاصة بمعنى أن رجال الأعمال في الإسماعيلية يدعمون الإسماعيلي أو القناة وفي الأسكندرية يدعمون الإتحاد السكندري أو الأوليمبي وفي بورسعيد يدعمون المصري أو بورفؤاد وفي المحلة يدعمون الغزل أو البلدية وهكذا.
وحتى لا تختلط الأمور في الإدارة ونتجنب السلبيات التي ذكرتها سابقا، يجب ان يكون رجال الأعمال بعيدين تماما عن الإدارة المباشرة للكرة وفقط هم يقومون بعمل جليل لمدينتهم من خلال الترويج لأعمالهم والإعلان عنها مقابل أموال تعود للنادي وتقربه من سوق الكرة حاليا.
بالتأكيد تواجد رجال الأعمال بدعمهم سيكون هاما ولكن بشرط ألا يضعوا أنفهم في صميم العمل الكروي الذي يتطلب أن يقوم به نجوم النادي القدامى من لاعبي الكرة
وإلى حلول أخرى لإنقاذ الأندية الجماهيرية في حلقات قادمة !!
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى