مقالات

قصة الصحابي جندب بن ضمرة في الهجرة

د. صالح العطوان الحيالي
هو ابو أمية جندب صحابي من أثرياء مكة وقيل من مستضعفيها وكان مريضا .
من بين كل قصص الهجرة النبوية التي تمس شغاف القلب . فضلا عن رحلة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه تسطر بماء الذهب. تقف قصة الصحابي جندب بن ضمرة الجندعي الليثي الكناني وقيل جندع. أن رجلا من بني ليث اسمه جندب بن ضمرة كان ذا مال وكان له أربعة بنين فقال لهم : اللهم اني انصر رسولك بنفسي غير أن اذود عن سواد المشركين إلى دار الهجرة فاكون عند النبي فأكثر سواد المهاجرين والانصار فقال لبنيه : احملوني إلى دار الهجرة فيكون مع النبي فحملوه فلما بلغ التنعيم مات .
فالطريق إلى الله طويل لا يشترط أن تصل إلى آخره. المهم ان تموت وانت فيه .
العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل إلى الهدف ولكن يكفيك أن تموت وانت تعمل فيه…
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب، لم يتبق في مكة إلا عدد قليل من المسلمين لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم.
وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض وكبر السن الصحابي الجليل: ضمرة بن جندب رضي الله عنه
لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا.
ولكنه رضي الله عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين، فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه.
وبالفعل خرج ضمرة بن جندب رحمه الله، وتوجه إلى يثرب، وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول، فوقف رحمه الله وضرب كفًّا على كفٍّ، وقال وهو يضرب الكف الأولى:
اللهم هذه بيعتي لك
ثم قال وهو يضرب الثانية:
وهذه بيعتي لنبيك
ثم سقط ميتًا ..
فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث لضمرة، ثم نزل قول الله تعالى:
” ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺨْﺮُﺝْ ﻣِﻦ ﺑَﻴْﺘِﻪِ ﻣُﻬَﺎﺟِﺮًﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺪْﺭِﻛْﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻓَﻘَﺪْ ﻭَﻗَﻊَ ﺃَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ ”
النساء ١٠٠.
فجمع النبي أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير ، الذي هو الحديث الأول في صحيح البخاري والأربعين النووية :
( إنما الأعمال بالنيات،…الخ)
فحاز ضمرة شرفًا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة، رغم كونه لم يصل إلى المدينة .
الطريق الى الله طويل، لايشترط أن تصل إلى آخره، المهم أن تموت وأنت فيه.
العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت تعمل وتسير في الطريق إليه مادامت نيتك لله .
حافظوا على مسيركم إلى الله فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة*.
اللهم سيّر قلوبنا إلى طاعتك
واحفظنا من الفتن ماظهر منها وما بطن … آمين
المصادر
القرآن الكريم سورة النساء ١٠٠
أسد الغابة
الإصابة في تمييز الصحابة
الاستيعاب في معرفة الأصحاب
معرفة الصحابة
سير إعلام النبلاء ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى