كتب/ نصر سلامة
على الضفة الغربية من نهر النيل بأسوان، وعلى قمة احد التلال الجبلية، يبرز مبني حجري يعلوه قبة، تحيط به الصحراء.
انه ضريح الأغاخان الثالث “إمام الطائفة النزارية الإسماعيلية” والذى كان يعانى من آلام فى العظام وروماتيزم لدرجة انه كان يتحرك بكرسى متحرك، وبعد محاولات عديدة للعلاج كلها فشلت على الرغم من الاموال الطائله التى صرفها علة العلاج، الى ان نصحه أحد أصدقائه بالذهاب لمدينة أسوان فى مصر حيث الشتاء الدافئ الذي قد يساهم في تحسن حالته.
وصل أغاخان اسوان عام ١٩٥٤ برفقة زوجته البيجوم “ام حبيبة” فرنسية الأصل وكانت ملكة جمال فرنسا عام ١٩٣٠ وكان اسمها قبل اسلامها “ايفون بلانش لابروس”.
وخلال وجوده بمدينة أسوان أقام اغاخان بفندق كتراكت، و تواصل مع اكبر شيوخ الطب فى النوبة الذين نصحوه بأن يقوم بدفن نصفه السفلى فى رمال ناعمة بالجبل الغربي لمدينة اسوان لمدة ٣ ساعات تحت أشعة الشمس كل يوم لمدة أسبوع، وبالفعل نفذ أغاخان هذه النصيحة برغم رفض الأطباء الاوربيون المرافقين له وتعجبهم من فكرة العلاج بالرمل.
وحدثت المعجزة، فبعد اسبوع من دفن نصفه السفلى في الرمال عاد اغاخان الي الفندق بيمشى بدون الكرسي المتحرك ومن سعادته قرر ان يزور مصر كل شتاء في نفس التوقيت و طلب من الزعيم جمال عبد الناصر شراء قطعه الارض التي كان يتعالج بها، وكما كان يدفن نصفه السفلى بها قرر أن يبني له مدفنا بها ليستقر جسده تحت رمالها بعد مماته.
توفى أغاخان عام ١٩٥٧ وتحققت رغبته بالدفن تحت رمال مصر بمدينة اسوان، وكانت زوجته “ام حبيبة” تحرص كل صباح في وضع وردة حمراء كل صباح على قبره بل وعاهدت البستانى فى حالة غيابها ان يقوم مكانها بنفس العمل في حال غيابها.
توفيت زوجته ام حبيبة فى عام ٢٠٠٠ فى فرنسا عن عمر جاوز ال ٩٤ عام واتنقل جثمانها لترقد بجانب حبيبها فى ضريحه باسوان.