المستشفيات تنهار والمواطنون يشربون المياه المالحة فى غزة
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
بينما يستعد سكان غزة لمواجهة هجوم بري من قبل جيش الاحتلال، ردا على عملية طوفان الأقصى، التي نفذها الفصائل الفلسطينية، في 7 أكتوبر الجاري، يتساءل أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن سبل تعامل المستشفيات مع هذا الوضع.
ويهرع الأطباء لمساعدة عدد متزايد من المرضى في المستشفيات المكتظة التي تعاني من نقص الأدوية والوقود بسبب الحصار، ومن بين هؤلاء المرضى أطفال أصيبوا في ضربات جوية. ويقول الأطباء إن الحالات الأكثر خطورة فقط هي التي تخضع لعمليات جراحية نظرا لعدم كفاية الموارد.
آلاف المرضى في خطر
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الإثنين، إن احتياطي الوقود في مستشفيات قطاع غزة يكفي لمدة 24 ساعة فقط مما يعرض آلاف المرضى للخطر.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم إن 2750 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب 9700 منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. ولا يزال ألف شخص في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم تحت الأنقاض.
وناشد القدرة الناس التوجه إلى مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية عامة في القطاع الذي يبلغ عدد المنشآت الطبية العامة به 13 منشأة، من أجل التبرع بالدم.
وقال القدرة إنه إذا توقف المستشفى عن العمل فإن العالم كله سيكون مسؤولا عن حياة مئات وآلاف المرضى الذين يعتمدون على خدمات الوزارة لا سيما التي يقدمها مستشفى الشفاء.
ويخدم مستشفى الشفاء قطاع غزة بأكمله، وإن كانت خدماته تتركز بشكل مباشر على 800 ألف شخص يعيشون في مدينة غزة.
هروب من غزة
وتجري حاليا جهود دبلوماسية لمحاولة فتح معبر حدودي خاضع للسيطرة المصرية إلى غزة، مع وصول مساعدات أجنبية إلى الجانب المصري.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة، وبينما تستمر سيارات الإسعاف في الوصول إليه بمصابين، يواجه المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة احتمال تعطل الأجهزة الطبية.
وقال الطبيب محمد زقوت “لدينا 220 مريضا (بالكلى). نص الأجهزة تقريبا ستخرج عن الخدمة الليلة، هذا معناته يعني كارثة حقيقية لأنه المرضى لن نستطيع إجراء الغسيل وبالتالي بعضهم سنضطر إلى اختصار الغسيل له ليومين أو يوم واحد فقط”.
وقال مريض كلى يدعى ناهض الخازندار، اضطر إلى الفرار مع عائلته من مدينة غزة إلى خان يونس، «أنا مريض فشل كلوي وأنا باغسل في الجمعة ثلاث مرات، لي أسبوع ما غسلتش».
وقال لرويترز بينما كان ينتظر خارج قسم الكلى في مستشفى خان يونس حيث وصل عشرات الجرحى إضافة إلى جثث «بدني منفخ وجيت ع المستشفى عشان أغسل ومخنوق، لازم أغسل كلية ضروري».
المياه المالحة
بينما تتواصل الضربات الجوية الإسرائيلية في قطاع غزة قبل هجوم بري متوقع، يزداد يأس سكان القطاع على مدار الساعة مع نفاد المياه وتراكم القمامة وتسوية منازلهم بالأرض والصعوبات التي تواجهها المستشفيات في التعامل مع الوضع الصحي المتدهور.
وفي محاولة يائسة للحصول على مياه للشرب، بدأ بعض الناس حفر آبار في مناطق متاخمة للبحر أو اعتمدوا على مياه الصنبور المالحة من الخزان الجوفي الوحيد في غزة والملوث بمياه الصرف الصحي ومياه البحر.
وتطوع اثنان من سكان خان يونس بجنوب قطاع غزة لتعبئة قوارير بلاستيكية بالمياه لتوزيعها على العائلات النازحة.
وصلى بعض السكان من أجل إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والتي أثارت مخاوف من صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وقالوا إن الضربات الجوية يوم الأحد كانت الأعنف خلال الصراع المستعر منذ تسعة أيام. وسُويت العديد من المنازل بالأرض. وقالت سلطات غزة إن 2750 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين وبينهم أكثر من 700 طفل قُتلوا، وأُصيب نحو عشرة آلاف آخرين. وهناك ألف شخص في عداد المفقودين الذين يُعتقد أنهم تحت الأنقاض.
وتفرض إسرائيل حصارا تاما بينما تستعد لهجوم بري في غزة. وتحشد القوات والدبابات الإسرائيلية على الحدود.
وتعهدت بسحق حركة حماس التي تدير القطاع ردا على الهجوم الذي شنه مقاتلوها في بلدات إسرائيلية قبل تسعة أيام وقتلوا فيه 1300 شخص بينهم أطفال واحتجزوا رهائن في أسوأ هجوم على المدنيين في تاريخ إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن 291 جنديا على الأقل قُتلوا.
وتواصل حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل منذ هجومها عبر الحدود.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار انطلقت يوم الاثنين في عدة بلدات بجنوب إسرائيل.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إن “المياه والكهرباء ينفدان من غزة. في الواقع، غزة تُخنق ويبدو أن العالم الآن فقد إنسانيته”.
وقالت حماس يوم الاثنين إن إسرائيل لم تستأنف ضخ المياه إلى غزة رغم تعهدها بذلك. وقال مسؤول إسرائيلي إنه تم توفير بعض المياه لمنطقة في جنوب القطاع.
ووسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه لن يكون هناك تعليق للحصار دون إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين إنه تأكد احتجاز 199 شخصا رهائن في غزة.