بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
لعل نذر نهايتكم أيها الصهاينة قد بدت بارزة لأبصار أولي الألباب ، فالصهاينة يقولون إن الحرب ستأخذ سنوات ، وهذ الأمر مغاير تماما لحروب الصهاينة التي عاصرناها منذ حرب 1948م ، إذ كانت حروبهم تعتمد على الضربات الجوية السريعة التي يعقبها السيطرة على مساحات كبيرة من الأرض ، ثم تتدخل الامبراطوريات الصليبية الغربية لاستصدار قرار لوقف إطلاق النار من مجلس عصبة الأمم ، وإلزام العرب بالقبول ، وكانت العرب في تاريخ صراعها الطويل مع الصهاينة تتمنى أن تأخذ حربا طويلة الأمد معهم ، ولكن دون جدوى .
أما اليوم وقد استسلمت الجيوش العربية للصهاينة ، وقبلت التخلي عن عقيدتها القتالية السالفة ، إذ أصبحت لاترى في الصهاينة أعداء ، هذا إذا لم تكن تتعاون معهم لقتل الأبطال المجاهدين الذين مرغوا أنوف الصهاينة في التراب . وبناء على ماتقدم فلم يعدم الشباب المجاهد الحيلة ، بل عمد إلى تنظيم نفسه في جماعات مؤمنة لاتخاف الموت ، ولاترتعد من أسلحة العدو المتطورة ، بل توكلت على الله وانطلقت تقاتل العدو الصهيوني بأسلحة بدائية من صنعها هي ، واستطاعت بعزيمتها التي لاتخور ، وإقبالها الذي لايعرف الإدبار من تحقيق الانتصارات الكبيرة على العدو ، بل حققت من الانتصارات مالم تحققه الجيوش العربية مجتمعة في تاريخ صراعها الطويل مع العدو الصهيوني .
علما بأن المقاومة الإسلامية في فلسطين وفي لبنان قد صنعت قواعد اشتباك جديدة مع العدو الصهيوني ، إذ أضحى العدو الصهيوني مكبلا بقيود المقاومة وتكتيكاتها القتالية ، بل هي من تختار زمان ومكان المعركة ، فالعدو الصهيوني لم يعد باستطاعته إدارة المعركة ، وتحقيق النصر في أقل من أسبوع . أجل لقد شن الجيش الصهيوني هجوما على لبنان في تموز 2006 م بغرض اجتياح لبنان في أقل من أسبوع ، وفرض نظرية الشرق الأوسط الجديد (وهذا القول ليس لكاتب السطور بل قالته كندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية حينئذ) ، لكنه اصطدم بحاجز منيع من مجاهدي حزب الله ، يساندهم شعب لبنان العظيم ، فانتصر لبنان في معركة طاحنة استمرت لثلاثين يوما ، وخسر الحرب الجيش الصهيوني ، وفشلت نظرية الشرق الأوسط الجديد ، وعاد أدراجه يحمل قتلاه ويردد الولولة والعويل كالثكالى .
وها نحن اليوم نسمع وزير الحرب الصهيوني يقول إن المعركة مع غزة سوف تأخذ من الزمن سنوات ، وهو يكذب لأنه يعلم يقينا أن زمن الحرب على غزة كلما طال كلما كان لصالح المجاهدين ، وليس في صالح الصهاينة ، لأمور منها ؛ أن جبهة لبنان سوف لن تبقى على المواجهات المحدودة ، بل حتما ستمتد – كانتشار الضوء في الظلام – لاستعادة الجليل ، ثم دك حيفا ويافا وتل أبيب ، فضلا عن الأحرار من شباب الأمة سوف يهرعون باتجاه الجولان ، ومواجهة الصهاينة بشجاعة واستبسال ، وماخفي كان أعظم أيها الصهاينة …