كارثة إنسانية في غزة.. جثامين الشهداء تتحلل بسبب حصار الاحتلال لمستشفى الشفاء
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
تواصل طائرات الاحتلال غاراتها على قطاع غزة في اليوم الـ38 من العدوان على القطاع، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وفي آخر الغارات، ارتفعت حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي على منزل لعائلة الشافعي في بني سهيلا، شرقي خانيونس، جنوبي قطاع غزة، إلى 6 شهداء، واستشهد 8 مواطنين في قصف آخر لمنزل عائلة بركة، كما أغارت طائرة مسيرة إسرائيلية على منزل لعائلة الرقب دون إصابات.
وأصيب 5 مواطنين في قصف منزل يعود لعائلة الأغا قرب مسجد الأمين في السطر الغربي لخانيونس.
ودمرت طائرات الاحتلال مصنعا للبلوك ومقبرة في بني سهيلا شرقي خانيونس.
كما ارتفعت حصيلة الشهداء في قصف طائرات الاحتلال لإحدى المنازل في مخيم النصيرات إلى 7 شهداء.
واستشهد عدد من المواطنين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شارع حلاوة، جنوبي مدينة جباليا، شمالي قطاع غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال منزل لعائلة سكيك في شارع شركة جوال بمنطقة تل الهوى، جنوبي غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات.
تحلل الجثث
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الإثنين، أن قرابة 100 جثة تتحلل في ساحة مستشفى الشفاء الطبي، ولا يمكن دفنها جراء الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ 3 أيام.
وقالت وزارة الصحة، في تصريح صحفي: «لا يمكننا حصر أعداد الشهداء والجرحى منذ 3 أيام بسبب حصار مجمع الشفاء».
وقالت وزارة الصحة إن الدبابات الإسرائيلية وقناصة الاحتلال يحاصرون مجمع الشفاء الطبي، مشيرة إلى نحو 200 عائلة في محيط مستشفى الشفاء لا يمكنها التحرك من منازلها.
وأضافت أن 36 من الأطفال الخدج في مجمع الشفاء يعانون من مضاعفات صحية خطيرة.
وفاة 7 مرضى بسبب نقص الأكسجين
بدوره، أعلن الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، وفاة 7 مرضى جدد في مجمع الشفاء الطبي بسبب نفاد الأكسجين.
وأشار القدرة إلى ارتفاع عدد الوفيات جراء انقطاع الخدمات في مجمع الشفاء إلى 20.
وقال القدرة إنه لا يتوفر أي طعام في مجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي، مضيفا: «نحتاج إلى إمداد مجمع الشفاء بالمياه والطعام والوقود والمسلتزمات الطبية».
778 ألف نازح
بدورها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا أن هنالك ما يقرب من 778000 نازح يقيمون في 154 منشأة تابعة للوكالة في جميع محافظات قطاع غزة الخمس بما في ذلك شمالي القطاع.
وقالت الأونروا إن عدد النازحين ما زال في ازدياد، وإن ملاجئ الأونروا في المناطق الوسطى والجنوبية مكتظة للغاية وغير قادرة على استيعاب الوافدين الجدد.
وأضافت الأونروا أن الاكتظاظ المفرط يؤدي إلى انتشار كبير للأمراض، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال، مثلما يثير قضايا بيئية وصحية ويحد من قدرة الوكالة على ضمان تقديم خدمات فعالة وفي الوقت المناسب.
وتابعت: «بعد افتتاح 3 منشآت إضافية تابعة للأونروا في رفح لاستضافة النازحين، انخفض متوسط عدد النازحين لكل مأوى إلى أكثر من 5 آلاف شخص».
وأكدت الأونروا أنه الأشخاص داخل الملاجئ لا يزالون يعانون من نقص الغذاء ومستلزمات البقاء الأساسية وانخفاض مستويات النظافة الشخصية وزيادة مشاكل الصحة العقلية.
قطع الاتصالات
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قطع الاتصالات والانترنت نهائياً عن قطاع غزة خطوة خطيرة تحكم على الشعب الفلسطيني بالإعدام وتُهدد بإخفاء جرائم الحرب.
وأعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني أن خدمة الاتصالات والإنترنت ستتوقف بالكامل في قطاع غزة يوم الخميس المقبل بسبب نفاد الوقود.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي من التداعيات الخطيرة والعواقب الوخيمة التي ستُبنى على ارتكاب هذه الجريمة الجديدة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقالت إن «ذلك يعني إخفاء تاما لكل جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال النازي الإسرائيلي على مدار الساعة بحق المستشفيات والمنازل وبحق مئات آلاف المواطنين».
وأضاف أن «هذه الجريمة الجديدة ستساهم بشكل كبير في تأزيم الكارثة الإنسانية نتيجة استمرار الحرب المستمرة على قطاع غزة، وهذا يعني أن أكثر من 2.3 مليون إنسان في القطاع لن يتمكنوا من التواصل مع فرق النجدة والطوارئ والإغاثة والإسعافات والدفاع المدني والبلديات وجميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ولن يتمكنوا أيضا من الاتصال والتواصل مع بعضهم البعض مما يعني الحكم بالإعدام على قطاع غزة بشكل كامل».
وحمل الاحتلال والمجتمع الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة المخالفة للقانون الدولي وللمواثيق العالمية المختلفة وتعتبر انتهاكا لأبسط الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الأعراف الدولية.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن الاحتلال يفرض منذ 17 عاما حصارا مشددا وظالما على قطاع غزة، واليوم يحاول أن يعمل على تأزيم هذا الحصار من خلال التَّعمُّد بقطع الاتصالات والإنترنت للاستفراد بقطاع غزة وعزله عن العالم الخارجي تماما، وممارسة أبشع ما يمكن وصفه وما لا يمكن وصفه، على حد قوله.
وقال: «ما زالت كارثة نفاد الوقود في قطاع غزة تمثل أزمة حقيقية وعميقة ووصمة عار على جبين البشرية، إذ إن منع وصول الوقود حتى الآن إلى قطاع غزة يعني توقف الحياة بشكل كامل، وقد قدمنا مئات المناشدات من أجل إدخال الوقود دون أن يحرك أحد ساكنا».
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي وبشكل عاجل كل الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر والاتحاد الدولي للاتصالات بشكل خاص وكل المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية بلا استثناء إلى القيام بدورها والتدخل الفوري والعاجل لمنع وقوع هذه الكارثة الإنسانية الجديدة ضد قطاع غزة، ومن أجل إدخال الوقود من هذه اللحظة، لتمكين كل القطاعات الصحية والخدماتية والحيوية بما فيها قطاع الاتصالات من تقديم الخدمات إلى شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
غزة تواجه الإبادة
ولليوم الـ38 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.
وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى أكثر من 11180 شهيد، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح.