مقالات

ابو بكر الصديق رضي الله عنه القائد الذي بذل المال والنفس خدمة للإسلام

د.صالح العطوان الحيالي
تتألف إرادة القتال من عنصرين هامين أولهما، بذل المال، وثانيهما بذل النفس، فمن بذل واحدة فقد أدى شطر الإرادة، ومن قدمهما معاً فقد أدى الإرادة القتالية كاملة.لقد قدم أبو بكر ماله وكان ذا يسار، فابتاع راحلتين عند الهجرة فقدم واحدة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقدم كل عون ممكن وحمل معه بعض أمواله المنقولة فصرفها في سبيل الله . وفي غزوة تبوك قدم المقاتلون جزءاً من أموالهم، وقدم ابو بكر الصديق رضي الله عنه كل ماله فلم يبق منه شيئاً، وعندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أبقيت لأهلك؟” قال: “أبقيت لهم الله ورسوله.”لقد كان سباقاً في بذل المال، ولم يسبقه أحد، ولم يصل إلى هذا المستوى من العطاء من كان من الصحابة والمقربين. لقد أنفق ماله كله. فما ملك إلا عباءة كانت لفرشه وغطائه في حين أن غيره اقتنى من الحرث والأموال والدور والضياع؛ ولما ولي الخلافة لم يتسع في مال ولم يتخذ جارية ولا خادماً. هذا ولا يخفى أن أبا بكر رضي الله عنه قدم نفسه رخيصه، فحضر المشاهدكلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم وذاق الذل والهوان، وكان يقحم نفسه على المهالك قبل الهجرة وبعدها،، ولازم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يتركه لوحده يوم الشدائد حقاً إنه باذل المال والنفس، وإنه أعطى المال كله، وقدم النفس فلم يبخل بشيء، وكان في ذلك قدوة ومثلاً. ألم تر كيف صمد مع ستة من المقاتلين أمام الأعداء في معركة أحد يدافع عن القائد الأعلى ويذب عنه، فلا ترهبه سهامهم ولا تثنيه شدتهم وبطشهم وكيف ثبت مع القلة الذين ثبتوا في حنين حين انهزم الناس لا يلوون على أحد …
المصادر
حياة ابو بكر الصديق
تاريخ الصحابة
الاستيعاب
تاريخ الرسل
المغازي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى