مقالات

ستراتيجية قادة المسلمين ” الفرس قبل القدس”

د.صالح العطوان الحيالي
كان للقادة المسلمين ستراتيجيات في فتوحاتهم وعملهم القتالية لنشر الإسلام، فكان لكل منهم سارتيجيتهالخاصة به وهذه الأقوال والكلمات منقولة من مصادر تاريخية ، فكانت ستراتيجية الفاروق عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وقادة فتوحات بلاد فارس هي الفُرس قبل القدس ” .
وكانت ستراتيجية صلاح الدين الأيوبي هي ” لا تجعل القدس أمامك والصفوين خلفك “
وكانت ستراتيجية محمود بن سبكتكين هي ” الفرس قبل الهندوس والبوذيين”
وكانت ستراتيجية القادة العثمانيين هي “الصفويين قبل الأوروبيين” .
لم يفتح الفاروق رضي الله عنه ومن معه من الصحابة الفاتحين رضي الله عنهم القدس إلا بعد فتح العراق وهزيمة الفرس في بلاد العراق .
ولم يحرر صلاح الدين الأيوبي القدس و
وينتزعه من يد الصليبين إلا بعد تطهير مصر والقضاء على الدولة الفاطمية العبيدية .
ولم يفتح محمود بن سبكتكين الهند إلا بعد القضاء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻮﻳﻬﻴﺔ والتي كانت من عوامل التفرقة والانحلال داخل ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ بلغ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻌﺼﺮ الساساني الفارسي ، ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺃﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﻣﺜﻞ : ﺷﺎﻫﻨﺸﺎﻩ”
ولم يتفرغ القادة العثمانيون لمواصلة فتوحاتهم في أوروبا إلا بعد مواجهة الصفويين الذين طعنوا ظهور المسلمين من الخلف
فقد تسبب الصفويون في انحسار المد الإسلامي في أوروبا وطعنوا الخليفة العثماني في ظهره بزحفهم على عاصمة الخلافة، بينما كان يتغلغل بجيوشه في النمسا ، إلى أن دخل قلب ” فينا” وكادت أوروبا تدخل في حظيرة الإسلام ، لولا اضطرار الجيش العثماني إلى الانسحاب والرجوع إلى الصفويين لدحرهم ودفعهم عن ديار الدولة الإسلامية .
يقول ” بوسيك سفير فرديناند ” في بلاط السلطان محمد الفاتح :
إن ظهور الصفويين قد حال بيننا ( يقصد الأوروبيين ) وبين التهلكة ،فحينما حوصرت النمسا وكانت تدك أسوارها مدة ستة أشهر وكاد القائد العثماني أن يفتحها، ولكن طارت إليه أنباء من الشرق جعلته يضطر راجعاً إلى اسطنبول ، بعد ان لاحت خلفه نذر الخطر الفارسي الصفوي ؟هل عرفتم من هم الفرس الصفويون؟ فالفرس قبل القدس، يا قوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى