مقالات

إياك واليأس من وطنك واحذر أن تبيعه بثمن بخس

د. صالح العطوان الحيالي
متى ما كان “المواطن” مرتبطاً بحب أرضه وبلده ، فهو بذلك يزرع النصر سنابل خضراء ، ولا يقبل الهزائم ! فكم “أناس” بائعون أرضهم وشعبهم وقضيتهم بثمن “بخس” .. فيالعجب ! ومازالوا يبيعون ! … نحمي أوطاننا بالتضحية والمحافظة عليها وفي هذا الجانب تحضرني قصتين ساذكرها لكم اولها قصة لجيش ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ، وﻋﻨﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ وﺟﺪوا ﺷﻴﺨﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻳﺤﺘﻄﺐ وﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﺘﻰ ﺻﻐﻴر، فقالوا ﻟﻪ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﻙ وﺟﻴﺸﻜﻢ، ﻭﻣﺎ ﻣﻨﺎﻓﺬﻫﺎ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺳﺄﺧﺒﺮﻛﻢ وﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ حتى ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ، فقتلوه، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺍﻟﺬﻱ قتلتموه هو ابني، ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﻧﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﺘﻨﺘﺰﻋﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺗﺸﺎءوﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻔﻀﻠﺖ اﻥ يُقتل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﻏﺰﻭ ﺑﻠﺪﻱ.ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺟﺜﺔ ﻭﻟﺪﻩ ﻭاﻧﺴﺤﺒﻮﺍ وقالوا: بلد ﻳﻀﺤﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻏﺰﻭﻫﺎ ﻭﺃﻥ ﻏﺰﻭﻧﺎﻫﺎ ﻓﻠﻦ ﻧﻨﺘﺼﺮ.
وثانيها قصة نابليون عند محاولة غزوه لروسيا حيث بعد أن أكمل “نابليون” سيطرته على اوروبا قرر غزو روسيا ، وكان “نابليون” عندما يمر في طريقه في المدن الأوروبية وقراها متوجهاً نحو روسيا كان الناس يخرجون من بيوتهم لمشاهدة موكب “نابليون” المهيب ! وعند دخوله أطراف الأراضي الروسية كان فلاحاً “روسيا” منحنياً وبيده منجله يحرث أرضه بنشاط لا يعرف الملل والكلل ، ولم يعر موكب “نابليون” إنتباهاً وشجناً .فقال “نابليون” لحراسه وقادته .. آلا ترون هذا الفلاح الروسي الحقير لم ينظر إلى موكبي ، ونساء أوروبا يخرجن من غرف نومهن شوقاً و “شجناً” لمروري أمام منازلهن ؟
فأوقف “نابليون” الموكب وأمر بإحضار الفلاح ، فأتوا به مكتفاً ، فقال “نابليون” : لماذا لم توقف الحراثه وتنظر إلى موكبي ..؟
فقال الفلاح : أنا مالي ومال موكبك ، فأرضي أولى بإهتمامي !
فقال “نابليون” : ألا تعرف من أنا ؟
فقال “الفلاح” : لا يهمني أن أعرف من أنت !
فقال “نابليون” : عليك أن تعرف ، أنا “نابليون” الذي سأحتل بلدك !
فقال “الفلاح” : أنت غازي حقير وأحقر من أن تحتل بلدي !
فقال “نابليون” : يجب أن تحمل أسمي معك دائماً لكي تذكرني في كل وقت !
وقال لجنوده : أكتبوا إسمي على ساعده ، فاحموا “سيخاً” من الحديد وكتبوا إسم “نابليون” على يده ليكون “وشماً” لا يستطيع نزعه !
فما كان من الفلاح الروسي إلا أن قام برفع منجله وضرب يده فبترها ورمى بها وسط ذهول جنوده وضباطه !
قائلاً : خذ إسمك معك ، فعار علي أن أحمل إسم غازي حقير مثلك !
فنظر “نابليون” إلى من حوله ، وقال كلمته المشهورة : ” من هنا تبدأ الهزيمة “
فكانت بالفعل هزيمته النكراء من روسيا !
المصادر
د. عبدالله ابراهيم علي .من هنا تبدأ الهزيمة .
دالي الحسان
زولا كرم
حسام مدقه
د. عبدالله الفحيص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى