مقالات
العفة والعفاف
د.صالح العطوان الحيالي
العفة برهان علئ صدق الإيمان وطهارة النفس وحياة القلب ، وهي عز الحياة وشرفها بها تحصل النجاة من عواقب المعصية وحسرات الدنيا والآخرة، والعفة والعفاف المنسلخ منها ضال المذهب ، بحيث المركب ، قذر المشرب، موصوف باقبح الأوصاف واسوء النعوت ، الخزي يلاحقه والعذاب يطرقه ” لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون ” الحجر ٧٢. سكروا بحب الفاحشة فلا يخشون لوما وانتكست فطرهم فلا يخافون دما فجف حياؤهم فلا يبالون حرما . فيا سعادة من عف ويا فوز من كف ويا هناء من غض الطرف . طوبى لمن حفظ فرجه . وصان عرضه . واحصن نفسه. العفة كف النفس عما لا يحل ولا يجمل وضبطها عن الشهوات المحرمة وقصرها على الحلال.العفيف كريم على الله حيث أكرم نفسه في الدنيا عن الدنايا فاكره الله في الآخرة بأعلى الدرجات. وهذه قصة جميلة عن العفة .
هجم غزاه على احد المدن وامسكوا بعذراء جميله وقدموها هدية لقائد فرقتهم ولما رأها القائد انبهر بجمالها وأراد افسادها . فقالت له: تمهل قليلا لأن بيدى مهنه تعلمتها
ولا تصلح لعملها ألا عذراء وألا فلا نفع لها
فقال لها : ” وما هي “
قالت له : ” هي دهن ، اذا دهن به انسان
فلن يؤثر فيه لا سيف ولا اى نوع من الاسلحه البته ..
وانت محتاج الى ذلك لانك فى كل وقت تخرج للحرب”
فقال لها : ” وكيف اتحقق من ذلك “
فأخذت زيتا ووجهت اليه الكلام ، قائلة :
” ادهن رقبتك به واعطني السيف كي اضربك به “
فقال لها : ” لا ، بل ادهني انت رقبتك اولا ، وانا اضرب بالسيف “
فأجابته الى ذلك ببشاشه ، واسرعت فدهنت رقبتها
وقالت: ” اضرب بكل قوتك “
فأستل سيفه وكان ماضيا جدا ومدّت رقبتها
وضرب بكل قوته فتدحرجت رأسها على الارض ..
وهكذا رضيت ان تموت بالسيف ، على ان تدنس بتوليتها ..
فحزن ذلك القائد جدا …
وبكى بكاء عظيما أذ قتل مثل هذه الصورة الحسنة
وعرف انها خدعته لتفلت من الدنس وفعل المحرم والفحشاء
إنها العفة والطهارة .هكذا هن الطاهرات