مقالات

الفوانيس..بشاير قدوم شهر رمضان

كتب نصرسلامة

ارتبط فانوس رمضان ببهجة وفرحة الاطفال واصبح من سمات الشهر الكريم منذ زمن بعيد، وتعددت اشكاله والوانه ويحرص الجميع على شراءه لتزيين المنازل والشوارع احتفالا بحلول شهر رمضان.
ويعتبر الفانوس من أحد المظاهر الشعبية وواحدا من الفنون الفلكلورية في مصر، وتعددت اشكاله خلال العصور المختلفة، بل ان دولة مثل الصين حين لاحظت ارتباط المصريين بالفانوس، بدأوا في صناعته بابتكارات واشكال مختلفة تواكب التقدم والتطور العصري.
ولا يخلو بيت مصري من الفوانيس، حيث اعتادت الاسر المصرية على الاحتفاظ بالفانوس بعد انتهاء شهر رمضان وحفظة للعام التالي حتى اصبح قطعة جمالية في كثير من البيوت المصرية، ورغم التطور الذي حدث في صناعة الفوانيس الا ان معظم المصريين لا يزالوا متعلقين بالفانوس الزجاجي القديم الذي يوضع به الشموع الصغيرة الملونة و المضلعة.

ومن المعروف أن أول ظهور للفانوس فى مصر كان فى عصر الدولة الفاطمية عندما استقبل المصريين الخليفة المعز لدين الله الفاطمى وهو داخل مدينة القاهرة فى يوم الخامس من رمضان عام ٣٥٨ هجرية، حيث خرج المصريون فى موكب كبير جدا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال للترحيب بالمعز الذى وصل ليلا، حينها وضع سكان القاهرة الشموع على قواعد خشبية وغطوها بالجلود لتجنب انطفاءها ومن هنا كانت بداية ظهور الفانوس.
كما اعتاد سكان القاهرة بعد ذلك على مرافقة الخليفة الفاطمى فى رحلته عبر المدينة إلى المقطم لإستطلاع هلال رمضان حاملين الفوانيس فى مواكب يملؤها الفرحة والبهجة وهم يغنون فرحا لقدوم الشهر الكريم.
ويعد الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله من أشهر خلفاء الفاطميين الذين ساعدوا على إزدهار صناعة حيث أمر بتركيب الفوانيس فى كل زقاق وأمام كل منزل ووفقا للمؤرخ المقريزى كان الخليفة الفاطمى يجمع ٥٠٠ حرفى فى أحياء القاهرة الفاطمية قبل شهر رمضان خصيصا لصنع الفوانيس، وبمرور الوقت تسربت صناعة الفوانيس إلى البلاد المجاورة مثل دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.
ومن أشهر الحكايات التى ارتبطت بفانوس رمضان هو أن الحاكم بأمر الله أمر النساء فى العصر الفاطمى بعدم الخروج من المنازل إلا فى شهر رمضان، لذلك استعملت النساء الفوانيس خلال ذهابهن للمساجد ليلا وذلك حتى يلاحظ المارة وجودهن فى الطريق فيفسحوا لهن المجال للمرور.
فى بداية الأمر كان يتم صنع الفوانيس من الصفيح حتى تحولت صناعة الفوانيس بمرور الوقت إلى فن يتنافس فيه الصناع ويدخل فيه خامات عديدة مثل النحاس والزجاج وغيرها، ومن هنا تحول الفانوس من مجرد آداة لإضاءة الشوارع إلى عنصر احتفالى واساسى فى شهر رمضان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى