خطط إيصال المساعدات إلى غزة عن طريق البحر مستمرة
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
توجهت سفينة تابعة للجيش الأميركي تحمل معدات لبناء رصيف عائم مؤقت قبالة سواحل غزة نحو البحر الأبيض المتوسط، اليوم الأحد، بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطط لزيادة إيصال المساعدات عن طريق البحر إلى القطاع المحاصر حيث يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين من الجوع.
جاءت هذه الدفعة الجديدة من المساعدات بالتزامن مع بداية شهر رمضان، غدا الإثنين، في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وتلاشي الآمال في التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار عقب تعثر المفاوضات.
يعكس فتح الممر البحري، إلى جانب عمليات الإنزال الجوي التي قامت بها الولايات المتحدة والأردن ودول أخرى، قلقا متزايدا بشأن الأزمة الإنسانية الدامية في غزة واستعدادا جديدا لتجاوز السيطرة الإسرائيلية على الشحنات البرية.
لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إن عمليات التسليم الجوية والبحرية لا يمكنها تعويض النقص في الطرق البرية، إذ لم تصل شاحنات المساعدات التي تدخل غزة إلى المستوى اليومي الذي كانت تدخله قبل الحرب والذي يبلغ 500 شاحنة.
وتوقعت ليندا روث، المتحدثة باسم منظمة المركز المطبخي العالمي، أن تقوم سفينة تابعة لمنظمة أوبن آرمز الإغاثية الإسبانية، حاملة على متنها 200 طن من المساعدات الغذائية، برحلة تجريبية لاختبار الممر «في أقرب وقت ممكن»، ولكن ليس اليوم الأحد.
ولم يصدر أي بيان عقب تصريح الرئيس القبرصي أنه سيغادر الأحد.
وأعلنت إسرائيل ترحيبها بالشحنات البحرية وأنها ستقوم بتفتيش الشحنات المتجهة إلى غزة قبل أن تغادر منطقة التجمع في قبرص.
واستعرض وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، الأعمال التحضيرية قبالة ساحل غزة، اليوم الأحد.
وكثف بايدن انتقاداته العلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه يعتقد أن نتنياهو «يؤذي إسرائيل أكثر من مساعدتها» في نهجه تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، التي دخلت الآن شهرها السادس.
في مقابلة أمس السبت مع قناة إم إس إن بي سي، أعرب الرئيس الأميركي عن دعمه لحق إسرائيل في ملاحقة حماس بعد هجوم المسلحين في 7 أكتوبر / تشرين أول على جنوب إسرائيل، لكنه قال إن نتنياهو «يجب أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تُزهق».
وأضاف أنه «لا يمكن أن يموت 30 ألف فلسطيني آخر».
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 31045 فلسطينيا استشهدوا منذ بدء الحرب أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال.
وتواصلت الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين في الارتفاع.
وقالت إدارة الدفاع المدني إن 9 فلسطينيين على الأقل، بينهم أطفال، استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة غزة مساء السبت.
وأظهرت لقطات أحد رجال الإنقاذ يضع جثة رضيع ميت على أريكة وسط الحطام.
في موقع آخر، تم نقل جثامين 15 شخصا، بينهم نساء وأطفال، إلى المستشفى الرئيسي في مدينة دير البلح وسط القطاع، اليوم الأحد، حسبما أفاد أحد صحفيي الأسوشيتدبرس.
وقال ذووهم إنهم استشهدوا بنيران المدفعية الإسرائيلية التي أطلقت باتجاه مخيم للنازحين الفلسطينيين في المنطقة الساحلية قرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
في الوقت نفسه، بدأت الجهود الأميركية لإنشاء رصيف مؤقت في غزة لتوصيل شحنات إمدادات بحرية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن أول السفينة «جنرال فرانك إس. بيسون» التابعة للجيش الأميركي، غادرت قاعدة في فرجينيا يوم السبت وفي طريقها إلى شرق البحر المتوسط حاملة معدات للبناء.
قال مسؤولون أميركيون إن الامر قد يستغرق أسابيع على الأرجح قبل أن يدخل الرصيف حيز التشغيل.
يحظى الممر البحري بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولة الإمارات ودول أخرى.
وقالت المفوضية الأوروبية إن وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر ستلعب دورا.
ومن المتوقع أن تستغرق السفينة في قبرص يومين أو 3 أيام قبل أن تصل إلى موقع لم يفصح عنه في غزة.
وقال الناطق باسم منظمة «ورلد سنترال كيتشن» الخيرية عبر موقع إكس إن أعمال إنشاء الرصيف بدأت الأحد.
وقال عضو بالمنظمة إنه بمجرد وصول السفينة إلى غزة، سيتم تفريغ المساعدات بواسطة رافعة، وتحميلها على متن شاحنات ونقلها إلى شمال غزة، الذي تم عزله إلى حد كبير عن شحنات المساعدات وكانت المحور الأول للهجوم العسكري الإسرائيلي.