جوعى غزة يأكلون العشب مع غياب مساعدات الإغاثة
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
في الوقت الذي يطالب فيه مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتتزايد مخاوف حدوث مجاعة، يبحث المدنيون الجوعى في القطاع عن نبات الخبيزة الأخضر البري لعدم وجود أي شيء آخر صالح للأكل.
ويُذَكر ذلك مجددًا بمعاناة السكان في القطاع الفلسطيني خلال الحرب المستعرة منذ أكثر من 5 أشهر، والتي أعقبت عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأثار ذلك الهجوم ردًّا عنيفًا من إسرائيل التي شنت غارات جوية وقصفًا في غزة، أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في القطاع، وهو أسوأ صراع بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت الفلسطينية مريم العطار: «طوال حياتنا، حتى خلال الحروب السابقة، لم نأكل الخبيزة» وأضافت أن بناتها طلبن منها أن يأكلن خبزًا فشعرت بغصة وانكسار في قلبها من أجلهن.
وأضافت أنه لا يمكنها العثور على كسرة خبز لهن، وأنهم لا يجدون حاليا غير الخبيزة، مشيرة إلى أنهم قد لا يجدونها في المستقبل لأنها ستنفد.
ويعاني الفلسطينيون في وقت ينبغي عليهم فيه الصيام في شهر رمضان، شأنهم شأن ملايين المسلمين الآخرين في أنحاء العالم الذين يستمتعون بولائم إفطار كبيرة مع عائلاتهم ويشاهدون البرامج التلفزيونية الخاصة.
وقالت أم محمد إن الجوع استهلكهم وليس لديهم ما يأكلونه، موضحة أنهم يرغبون في تناول الخضراوات والأسماك واللحوم، مشيرة إلى أنهم يصومون على معدة فارغة ولم يعد بإمكانهم الصوم، لأنهم يشعرون بدوار من الجوع وأنه لا شيء لديهم يساعد الجسم على المقاومة.
وقالت منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المعنية بمراقبة معدلات الجوع العالمية، في 18 مارس/ آذار، إن غزة على شفا مجاعة، ومن المرجح أن تحدث بحلول مايو/ أيار في شمال غزة، ويمكن أن تنتشر عبر القطاع بحلول يوليو/ تموز.
وتتزايد المخاوف من أن الخبيزة لن تقدم سوى إغاثة مؤقتة في وقت تتفاقم فيه حالة عدم اليقين بخصوص تسليم المساعدات، بينما يسعى الوسطاء لتضييق الفجوات بين إسرائيل وحماس بخصوص شروط وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
وقال متحدث باسم حكومة الاحتلال، اليوم الإثنين، إن إسرائيل ستوقف العمل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، وهي أكبر هيئة إغاثة في غزة على الإطلاق، زاعمًا أن الوكالة متهمة بتكريس الصراع.
وزعمت إسرائيل في يناير/ كانون الثاني، أن 12 من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة شاركوا في عملية طوفان الأقصى، ودفعت المزاعم الإسرائيلية العديد من الدول المانحة إلى تعليق تمويلها للوكالة.
وأقالت الأونروا بعض الموظفين، قائلة إنها تصرفت من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية، وفتحت الأمم المتحدة تحقيقًا داخليًّا مستقلًّا.