مقالات
خاين ربعه .. حلال قتله
د.صالح العطوان الحيالي
قرأت قصة أعجبتني كثيرا هذه القصة فحواها عن خيانة الطيور لبعضها، تصور عزيزي القاريء الطيور تخون أبناء جلدتها فكيف حال البشر، قبل أن اسرد لكم القصة لنتعرف على معنى الخيانة، الخيانة هي انتهاك أو خرق لعهد مفترض أو الأمانة أو الثقة التي تنتج عن الصراع النفسي في العلاقات التي بين الأفراد أو بين المنظمات أو بين الأفراد والمنظمات في كثير من الأحيان. أكثر الناس خيانة هو الذي يعطيك ظهره وانت في أمس الحاجة إلى قبضة يده.
قال تعالى: أن الله لا يحب الخائنين. كم مرة هزمتنا الخيانة. والخيانة أنواع، خيانة الله ورسوله، خيانة النفس، خيانة الناس.
يقول الإمام الشافعي: ولا كل من صافيته لك قد صفا، فما كل من تهواه يهواك قلبه، فلا هير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة جفا وما لم يكن صفو الوداد طبيعة في البشر فهجرهم ليس حرام. والان اسرد لكم القصة.
يروى أن بدوياً جمعته علاقة صداقة مع معلم من الحضر، وفي يوم من الأيام دعا المعلم صديقه البدوي إلى تناول الغداء في بيته، وما أن استقر البدوي على المائدة حتى رأى مشهداً أثار استغرابه، إذ رأى المعلم يضع في حضنه طير (حجل ) ويعطيه كل اهتمامه، فلا يأكل حتى يأكل الطير، ولا يشرب حتى يشرب الطير، مما دفع البدوي أن يسأل الشخص عن سبب اهتمامه بطير (الحجل)، فرد عليه الشخص :
“بعد الغداء ستعرف سبب اهتمامي بهذا الطير “.
و فعلاً بعد الغداء، اصطحب المعلم صديقه البدوي إلى مكان خارج المدينة وأخرج طير (الحجل) من قفصه ووضعه على تلة مرتفعة، عندئذ راح هذا الطير يطلق صيحات علا صداها، فبدأت طيور الحجل تتجمع بالقرب منه، و عندما تجمَّع عدد كبير منها أخرج المعلم بندقتيه وأطلق منها النار باتجاه جمع الطيور بعد عزل طيره الخاص عنها فقتل عدداً كبيراً منها باستثناء طيره طبعاً، وهنا التفت المعلم إلى صديقه البدوي قائلاً :
” هل عرفت الآن سبب اهتمامي بهذا الطير ؟ “
فرد البدوي: نعم عرفت، و أريدك أن تبيعني إياه وأعطيك أي مبلغ تطلبه، امتنع المعلم في البداية، ولكن صديقه البدوي أغراه بالمزيد من المال، فباعه إياه، وما أن استلم البدوي الطير حتى قال لصديقه المعلم: أريد أن أجربه كما أنت تفعل، فرد المعلم: نعم، هو الآن طيرك فافعل ما تشاء، فوضع البدوي الطير على نفس (التلة) وقبل أن يبدأ الطير بإطلاق صيحاته مدّ البدوي يده إلى البندقية وأطلق النار عليه وقتله، وهنا صاح المعلم على صديقه البدوي: ماذا فعلت يارجل ؟ كيف يُقتل مثل هذا الطير؟!
فقال له البدوي: هذا الطير يجب أن يموت: لأنه يخون أبناء جلدته و يتسبب في قتلهم، فموته أفضل، لأن في موته حياة للآخرين ياصديقي المعلم المتحضر.
واليوم كم هم من أمثال طير الحجل هذا، و ذلك المعلم المتحضر الذين يستحضرون الإرهابيين من داخل و خارج الوطن لقتل أبناء بلدهم
مثل هذا الطير الخائن و ذاك المعلم الخبيث كثيرون ممن يتواطؤون مع الفاسدين و يتآمرون مع الأعداء و الإرهابيين لتقسيم و تدمير الوطن بأهله و شعبه. فيا رب سلط عليهم مثل هذا البدوي، لتنعم بلادنا و شعبنا بالأمن و الأمان و الاستقرار.