تعليقات صادمة من المنظمات الإنسانية حول الأوضاع في غزة
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
عبر ممثلون عن منظمات إنسانية عن استيائهم لما آلت له المنظومة الصحية في قطاع غزة، وما يعانيه السكان من أزمات تتفاقم يوما تلو الآخر جراء الحرب التي عرفت طريقها إلى القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
الأطفال الحلقة الأضعف
وبحسب القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، إيناس حمدان، فإن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا في القطاع، مسلطة الضوء على إصابة العديد من الحالات بجروح عميقة، وفقدان نحو 13 ألف طفل أرواحهم خلال الحرب، وما يقرب من ألف طفل يضطرون للخضوع لعمليات بتر أطراف بشكل يومي.
وفي حديث لـها وصفت ممثلة الأونروا هذه الأرقام والإحصائيات بالـ«صادمة»، مستندة إلى تقارير سابقة تشير إلى أن 17000 طفل أصبحوا أيتاما.
وعلقت إيناس حمدان على ذلك بالقول: «إنها مآسٍ كبيرة، وأزمات إنسانية صعبة يعيشها السكان في حرب غير مسبوقة بكل المقاييس».
وأضافت «في الأونروا لدينا 300 ألف طفل كانت يذهبون إلى مدارسنا قبل أن تتحول إلى منشآت خاصة بمراكز مأوى للنازحين».
وتابعت: «نحن ممنوعون من الحصول على تصاريح لإدخال مساعدات إنسانية، وآخر مرة قمنا بمهام إدخال قافلة مساعدات إغاثية كانت في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، أي منذ أكثر من شهرين».
تحذيرات من المجاعة
إلى ذلك؛ أبدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، يوم السبت، تخوفها من أن تضرب المجاعة قطاع غزة، وقالت إن التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي في قطاع غزة وصل إلى مرحلة حادة وسط ظهور مؤشرات على حدوث مجاعة في الشمال.
وأضافت المنظمة الأممية، في منشور عبر حسابها عبر منصة «إكس»: «لأول مرة، تنجح فرقنا في إدخال الأعلاف الحيوانية التي تشتد الحاجة إليها في غزة».
وسلطت المنظمة الضوء على أن انهيار سلاسل القيمة الغذائية الزراعية أدى إلى التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي ليصل إلى مرحلة حادة وسط ظهور مؤشرات على حدوث مجاعة في الشمال.
وعلى غرار تلك المواقف الصادرة عن جهات دولية معنية بالوضع الإنساني؛ نددت منظمة الصحة العالمية بالدمار الهائل الذي لحق بمستشفى الشفاء في غزة من جراء الحصار الإسرائيلي الأخير، مؤكدة أنه أصبح «هيكلا فارغا» إلا من الجثث.
تدمير فاق الخيال
وقال عضو فريق منظمة الصحة العالمية ، إن جيش الاحتلال دمر مجمع الشفاء الطبي بالكامل، حتى أصبح غير قابل للتأهيل نهائيا، وهذه هي المرة الثالثة التي يهاجم فيه الاحتلال مجمع الشفاء.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عبر حسابه على منصة إكس «تمكنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من الوصول إلى مجمع الشفاء الذي كان ذات يوم العمود الفقري للنظام الصحي في غزة والذي أصبح الآن هيكلا فارغا إلا من المقابر البشرية بعد الحصار الأخير».
وأكد تيدروس أن الفريق رأى 5 جثث على الأقل خلال المهمة.
وعاد عضو فريق المنظمة الطبية ليروي : «كنا 4 أطباء نساند الفريق الطبي في مستشفى كمال عدوان، لكن الوضع أصبح من الخيال في ظل نقص الإمكانيات، وعدد المرضى الهائل، والتدمير الكامل في المستشفيات هناك».
وأضاف: «وجدا مستشفيات بحجم صغير تخدم عدد مهول من المرضى».
وتمكنت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، من إدخال كمية من الأدوية والوقود إلى مستشفى كمال عدوان، شمالي قطاع غزة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان، إنه لم يبق أي مريض في المستشفى، حيث تم حفر العديد من القبور الضحلة خارج قسم الطوارئ والمباني الإدارية والجراحية.
ونقلت صحيفة التايمز عن مديرة عمليات منظمة إنقاذ الطفولة بغزة قولها: «عملت بمناطق حروب وكوارث بالعالم، وما رأيناه بغزة لم نره سابقا».
وأضافت: «لا نثق بالأنظمة التي تحمينا.. مقتل موظفي المطبخ المركزي هزنا لأنه كان استهدافا واضحا».
وكانت 3 شاحنات محملة بكميات من الأدوية والوقود قد وصلت إلى مخيم جباليا شمالي قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، لتسليمها إلى مستشفى كمال عدوان، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الحرب.
ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق شمال قطاع غزة دون رعاية صحية بسبب تدمير المستشفيات والمراكز الصحية خلال الحرب على القطاع.