مقالات

التغير المناخيclimate change

بقلم: مهندس/مظلوم الزيات
ما هو الفرق بين التغير المناخي و الاحتباس الحراري عادة يستخدم الناس المصطلحين بالتبادل على افتراض أنهما يدلان على الأمر نفسه لكن هناك فرق بين المصطلحين إذ يشير الاحتباس الحراري الي ارتفاع متوسط درجة الحرارة قرب سطح الأرض أما التغير المناخي فيشير الي التغيرات التي تحدث في طبقات الغلاف الجوي مثل درجة الحرارة و هطول الأمطار و غيرها من التغيرات التي يتم قياسها على مدار عقود أو فترات أطول . و يفضل استخدام مصطلح التغير المناخي عند الإشارة إلى تأثير عوامل أخرى غير ارتفاع درجة الحرارة ووفقا لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة. قد ينتج التغير المناخي جراء ما يلي :-
• عوامل طبيعية مثل التغيرات في كثافة الشمس أو تغيرات بطيئة في دوران الأرض حول الشمس
• عمليات طبيعية داخل النظام المناخي ( مثل التغيرات في دورة المياه في المحيط)
• أنشطة إنسانية تودي الي تغير تركيبة الغلاف الجوي ( حرق الوقود الاحفوري مثل البترول و الغاز و الفحم) و سطح الأرض ( مثل إزالة الغابات و إعادة زراعة الغابات و التوسع الحفري و التصحر و غير ذلك )
كيف سيبدو العالم إذا ذاب الجليد حاليا علي الأرض وكمية هذا الجليد تقدر باكثر من ٥ ملايين ميل مكعب هل سيحدث طوفان يغمر اليابسة أم أن تداعيات هذا الأمر ستكون متدرجة ويمكن إستيعابها
(إرتفاع مستوي سطح البحر بشكل كبير سيكون له آثار مدمرة للغاية علي العديد من مدن العالم الكبري)
ذوبان الجليد على الأرض خلال مدة صغيره سيؤدي إلي ارتفاع منسوب البحار في العالم بمقدار ٦٦مترا
هذا ماذكره موقع (بيزنس أنسايدر)
وقد ذكر أن ارتفاع مستوي سطح البحر بشكل كبير سيكون له آثار مدمرة للغاية علي العديد من مدن العالم الكبري. وتوقع الموقع أن تغمر المياه العديد من المدن الساحلية بالكامل ومنها نيويورك وشنغهاي ولندن بالإضافة إلي مدن فلوريدا وهيوستن وميامي بوسطن ومونتريال في القارة الامريكية وهذا سيسبب نزوح ٤٠٪من سكان الأرض
_ذوبان الجليد سيسبب تصحرا وجفافا وعواصف وأعاصير في الوقت ذاته
السيناريو المدمر لايقف عند هذا الحد حيث تتسرب المياه المالحة المرتفعه من البحار إلي المياه الجوفية في المناطق الداخلية والمرتفعة مما يحرم باقي سكان الأرض من مصادر مياه الشرب ومع ذوبان جليد المياه العذبة في جرينلاند وانتاركتيكا (هي قارة في أقصى جنوب الكرة الأرضية تقع في منطقة القطب الجنوبي في نصف الكرة الجنوبي مساحتها ١٤ مليون كيلومتر) والذي يمثل نحو ٦٩٪من امدادات المياه العذبة في العالم
ذوبان الجليد السريع سيؤدي إلي هبوط درجات الحرارة في شمال اوروبا ما قد ينتج عنه عصر جليدي
وكذلك ستحدث كارثة أخري مرتبطة بالتسمم الزئبقي الذي سيسببه ذوبان الجليد حيث يوجد ما يقدر ب١٥ مليون جالون من الزئبق مخزنين في المنطقة دائمة التجمد في القطب الشمالي
هذا الذوبان للجليد سيؤدي إلي ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار ٣.٥ درجة مئوية مما يؤدي إلي تبخر الأنهار والبحيرات في جميع أنحاء العالم مسببا جفافا كبيرا وتصحرا لكثير من مناطق العالم بالإضافة لهبوب العواصف والاعاصير بشكل متكرر وقوي بسبب تزايد نسبة بخار الماء في الغلاف الجوي والناتج عن التبخر.
والمطمئن في الموضوع أن الجليد الموجود في الأرض سيحتاج مئات آلاف السنين حتي يذوب بشكل كامل. لكن الاحتباس الحراري الذي نعاني منه حاليا والذي يسبب تغير المناخ حول العالم يتسبب سنويا في زيادة نسب الذوبان وينذر بكوارث تظهر عاما بعد عام تدريجياً
أكدت عالمة استرالية متخصصة في المناخ أن ظاهرة الاحتباس الحراري تقود إلي ذوبان واسع لا رجوع فيه لثلوج القارة القطبية الجنوبية وأن تطهير الغلاف الجوي من الكربون هو الحل الوحيد لإبطاء الامر وأضافت زوي توماس الباحثة في جامعة نيوساوث ويلز التي تنتمي لفريق دولي من العلماء نشر بحثا عن ذوبان ثلوج القارة القطبية الجنوبية مؤخرا أن النشاط الإنساني كثف الاحتباس الحراري في الآونة الأخيرة مما قد يؤدي إلى هذا الذوبان الواسع وأظهرت الدراسة أن العالم قد يفقد معظم الجزء الغربي من الصفيحة الجليدية للقارة القطبية الجنوبية الذي يقبع في قاع البحر وتحفه الثلوج الطافية في عالم أكثر دفئا. وقالت توماس في حديث لوكالة (رويترز) مانشهده بالجزء الغربي من الصفيحة الجليدية بالقارة القطبية الجنوبية أنه مجرد وصول الذوبان الذي بدأ إلي حد معين فإنه سيستمر بالرغم من محاولاتنا إيقافه
وأضافت أن الشئ الوحيد الذي يمكنه إبطاء ذوبان الجليد هو أن تبدأ الاقتصاديات في أرجاء العالم في تخليص نفسها من الكربون. بمجرد التزامنا بمستقبل خالي من الكربون سيكون بمقدورنا البدء في التفكير في الخيارات الممكنة لمحاولة التخلص من الكربون في الغلاف الجوي. وقد تعهدت اقتصاديات متقدمة كثيرة بخفض انبعاثات الكربون إلي الصفر بحلول عام ٢٠٥٠ إلا أن الكثير يرون أن استراليا تتلكأ في ذلك بالرغم أنها عانت في الآونة الأخيرة من أحد أسوأ مواسم الحرائق التي شهدتها علي الإطلاق. وأظهرت توقعات نشرها مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن هذه الحرائق أسهمت في واحدة من أكبر الزيادات السنوية في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض منذ بدء تسجيل البيانات قبل ٦٠ عاماً
وختاما تقول غايا فينس في مقالها في News bbc عربي
• المرحلة الحرجة في القطبين الشمالي والجنوبي تجري مثل هذه التغيرات بوتيرة وقوة علي نحو لم تشهد الأرض مثيلا منذ ١٠ملايين سنة وتشير أحد التقديرات إلي أنه إذا ماتراوح متوسط الزيادة في درجة الحرارة العالمي في المستقبل مابين درجتين وثلاث درجات سيلزية فإن ذلك سيؤدي إلي الزيادة في درجة حرارة الأرض عند القطب الشمالي بين ٦إلي ٨ درجة سيليزية
ويعود ذلك جزئيا إلى أن الرياح الساخنة القادمة من الجنوب ومحملة بمواد ملوثة تتلاقي فوق هذه المنطقة وتمتص جزيئات المواد الملوثة أشعة الشمس وعندما تنعكس على الأسطح المتصلة بالجليد والثلوج تجعل لون هذه الأسطح أكثر قتامة وتسرع عملية ذوبانها. ويمكن القول الآن أن الأنهار الجليدية الموجودة في القطب الشمالي باتت كلها تقريبا آخذة في الانحسار فالغطاء الجليدي بمنطقة جرينلاند وهو ثاني أكبر غطاء جليدي من نوعه في العالم يفقد سنوياً من الجليد مايزيد أربع مرات عما كان عليه قبل عقد واحد من الزمان وبحسب مايعرف بنماذج المناخ والموضوعة من قبل العلماء بأنه من المتوقع أن تصل عملية ذوبان الصفائح الجليدي في جرين لاند والمناطق الغربية بالقطب الجنوبي إلي مرحلة حرجة. تتسارع بعدها معدلات ذلك الذوبان من دون سابق انذار
المصادر:
_ موقع بيزنس انسايدر
_ موقع BBc عربي
wikipedia September 29, 2011_

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى