نساء خلدهن التاريخ ” العقبية ام منيع بنت عمرو “
د.صالح العطوان الحيالي
أسماء بنت عمرو بن عدي بن ياسر بن سواء بن غنم بن كعب بن سلمة، الأنصارية السلمية، أم معاذ بن جبل، وكنيتها أم منيع، أسلمت رضي الله عنها قبل أن تخرج من يثرب، و آمنت .. و تشربت روحها كل سمو الدين الجديد الحنيف، كانت تسمع من مصعب بن عمير رضي الله عنه أو ممن ينقلون عنه، و كان في وجدانها استعداد التلقي، نتيجة الصفاء، والعلو عن أوضار الجاهلية و الوثنية.
فلما أذن مؤذن الرحلة لبت و استجابت، و أسرعت بالإنضواء تحت لواء الذاهبين إلى مكة في فرحة و سعادة لقد كانت رضي الله عنها ثاني اثنتين من نساء الأنصار في أعظم عهد و عقد، و بيعة.
أخرج ابن سعد عن الواقدي بسند له إلى أم عمارة قالت : كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة بيعته العقبة و العباس آخذ بيده، فلما بقيت أنا وأم منيع نادى زوجي عربة بن عمرو : يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعنك، فقال: ” قد بايعتكما، إني لا أصافح النساء ” و قال ابن سعد أيضا أنها شهدت العقبة مع زوجها خديج بن سلامة، و شهدت خيبرا أيضا.حضرت أم منيع بيعة العقبة مع ابنها الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنهما، كما حضرت من بعد وقائع المسلمين مع عدوهم، و شاركت في مهام النساء الصحابيات رضي الله عنهن، من إسعافات و مداواة، و سقاية العطشى، و تحضير الطعام، و غير ذلك بما تسمح به الظروف و الإمكانات.
شهادة عمر بن الخطاب في حقها :
قال عمر بن الخطاب في وصف أم منيع : ” عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ …
قال الأعمش عن أبي سفيان: حدثني أشياخ منا، فذكر قصة فيها: فقال عمر:عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ. و لولا معاذ لهلك عمر و في حديث أبي قلابة عن أنس عن الترمذي و غيره في ذكر بعض الصحابة مرفوعا: ” و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ “فمعاذ رضي الله عنه صحابي جليل شهد المشاهد كلها و روى عن النبي صلى الله عليه و سلم أحاديث.
المصادر
الإعلام للزركلي
الطبقات لابن سعد
المغازي للواقدي