الأمين العام الجديد للناتو: سنضمن انتصار كييف بدعم الحلف
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، اليوم الخميس، إن هدفه ضمان انتصار أوكرانيا على روسيا.
جاء ذلك خلال زيارته للعاصمة الأوكرانية، حيث التقى مارك روته الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وفقًا لوكالة «الصحافة الفرنسية».
تسلّم روته مهامه لطمأنة أوكرانيا بشأن دعم الحلف في مواجهة الوضع الصعب على الجبهة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، انتقد زيلينسكي التأخير الغربي في توريد الأسلحة بعيدة المدى، التي يقول إنها ضرورية لمحاربة روسيا، داعيًا أعضاء «الناتو» إلى إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي تطلق على أوكرانيا.
وأكد روته أنه اختار كييف كأول رحلة له في منصبه الجديد «لتوضيح الأمر لكم، وللشعب الأوكراني، ولكل من يشاهد، بأن حلف شمال الأطلسي يقف إلى جانب أوكرانيا».
وأشار: «أولويتي وامتيازي هو المضي قدمًا بهذا الدعم والعمل معكم لضمان انتصار أوكرانيا».
وقال زيلينسكي إنه بدون المساعدات الغربية، لن تكون لدى أوكرانيا أي فرصة للفوز بالحرب.
وانتقد الرئيس الأوكراني التأخير في الشحنات والقيود التي تحد من قدرة كييف على الرد، وهي تصريحات كررها بجانب روته الخميس.
وأضاف: «نحن بحاجة إلى كمية ونوعية كافية من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، والتي، في رأيي، يؤخرها شركاؤنا بالفعل».
قرار صعب
أكد زيلينسكي أن بلاده تسعى لإقناع حلفائها الغربيين بإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي تستهدفها، رغم ترددهم.
وتابع: «سنواصل إقناع شركائنا بضرورة إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية». وأضاف: «نحن ندرك أنه قرار صعب، وأنهم غير مستعدين بعد».
وأضاف زيلينسكي في كلمته المسائية، بعد أن ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل في إسقاط صواريخ باليستية إيرانية، أن ما ينجح في أجواء الشرق الأوسط ويساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها يمكن أن ينجح أيضًا في أجواء أوكرانيا.
تسلم روته قيادة حلف الناتو يوم الثلاثاء الماضي من سلفه ينس ستولتنبرغ. ويعد روته من أشد داعمي أوكرانيا، وسبق أن زارها عدة مرات منذ الغزو الروسي.
تُعد الحكومة الهولندية أحد أهم الداعمين الأوروبيين لكييف، وكانت القوة الدافعة وراء تسليم طائرات مقاتلة متطورة من طراز إف-16 إلى كييف.
وكان روته رئيسًا للوزراء عندما أُسقطت طائرة الخطوط الجوية الماليزية الرحلة “إم إتش 17” فوق أوكرانيا في عام 2014، مما أسفر عن مقتل 298 شخصًا، معظمهم من الهولنديين.
وقال إن الحادث «غيّر وجهة نظري الشخصية للعالم»، وجعله أكثر تصميمًا على دعم أوكرانيا «من أجل أمنهم وأمننا».
إلى جانب الدعوات لإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، تطالب أوكرانيا بالحصول على إذن لضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، لكن الغرب، خصوصًا الرئيس الأميركي جو بايدن، يخشى رد فعل روسيا.
ومن المقرر أن تستضيف كرواتيا الأربعاء المقبل قمة لقادة دول البلقان بشأن أوكرانيا، يحضرها زيلينسكي، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش.
وقال بلينكوفيتش إن الهدف من القمة التي ستعقد في منتجع دوبروفنيك المطل على البحر الأدرياتيكي الجنوبي هو تأكيد أن المنطقة بأكملها تدعم أوكرانيا والشعب الأوكراني في نضالهم من أجل الحرية.
شتاء صعب
ستواجه أوكرانيا عدة أشهر حرجة قادمة، وربما أصعب شتاء شهدته على الإطلاق في ساحة المعركة.
كانت القوات الروسية تتقدم ببطء عبر الشرق طوال معظم عام 2024، وتستهدف مركز اللوجستيات الرئيسي في بوكروفسك.
مع وجود القوات الروسية على بعد أقل من 10 كيلومترات، فإن سقوطها من شأنه أن يعيق بشدة طرق الإمداد الأوكرانية والمواقع الدفاعية في منطقة دونيتسك.
كما استهدفت الغارات الروسية شبكة الطاقة في أوكرانيا، ودمرت مساحات شاسعة من القدرة على توليد الكهرباء، حيث تستعد كييف لانقطاع التيار الكهربائي الذي قد يدفع الملايين إلى الظلام، ويقطع التدفئة والمياه الساخنة في درجات حرارة تحت الصفر.
في الوقت نفسه، أثارت العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي يشكك في المساعدات، تساؤلات حول المدة التي ستستمر فيها واشنطن، وهي أهم داعم لأوكرانيا في إمدادها وتمويل معركتها ضد موسكو.
ميدانيًا، أدى هجوم بطائرة مسيرة روسية إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل في منطقة تشيرنيغيف الحدودية الشمالية.
وقالت قوة الشرطة الوطنية الأوكرانية عبر «تلغرام»: «هاجم العدو بطائرات بدون طيار شاحنة غاز كانت تقوم بتوصيل الغاز المنزلي للناس»، مشيرة إلى أن الشاحنة انفجرت مما أدى إلى اشتعال النار في المباني السكنية.
هجوم روسي
وقالت السلطات اليوم الخميس، إن القوات الروسية شنت هجوما كبيرا بطائرات مسيرة الليلة الماضية على 15 منطقة أوكرانية، ما ألحق أضرارا ببنية تحتية للطاقة وبنايات سكنية.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 78 طائرة مسيرة من أصل 105 أطلقتها روسيا خلال الهجوم وتأثرت 23 منها على الأرجح بتشويش إلكتروني.
وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية على تطبيق تليغرام، أن الطائرات المسيرة ألحقت أضرارا بأعمدة وخطوط كهرباء ومعدات ملحقة بالمحطات في مناطق كييف وأوديسا وإيفانو-فرانكيفسك في الـ24 ساعة الماضية.