مشيرة موسى تكتب ” عشق العلم “
كنت قاعدة مع اصحابى بنتكلم عن التعليم وسنينه … الثواب والعقاب … الحوافز … الهدف … الشباب … الوطن … مش عارفة ليه قعدت احكيلهم عن أمى الرائعة … أمى كانت طول عمرها من الشطار جداااااااا… هى درست وتخصصت فى اللغة الإنجليزية … زمان كانت الدولة بتحتفل وبتشجع الأوائل … علشان كده الست أمى تلقت دعوة بأسم جلالة الملك شخصيا لتناول الشاى بقصر رأس التين يوم الأحد ١٥ سبتمبر ١٩٤٦ بمناسبة النجاح بتفوق …عايزاكم تتصوروا أثر هذه الدعوة وهذا اللقاء عليها وعلى بقية الشباب المتفوق … وعايزاكم تسمعوا كلمة جلالة الملك للشباب … اسمحولي انقل لكم ” رسالة الملك ” …
يا شباب الوادى :
أحييكم يا مناط الأمل ومعقد الرجاء ،وما كان للشباب هذه القيمة، إلا لأنه الفصل من العمر ،الذى تجيش فيه النفوس بأعذب الامانى ، وتتوثب العزائم إلى الجليل من الأعمال . انتم الان فى سن ، هى سن الأحلام والامال ، فليكن لكم نفع فى جماعتكم ، وبكم حرص على ما تتطلبه الجماعة منكم ، فما استحق الحياة من عاش لنفسه فحسب .
ان العلم اليوم قد انفسح مداه ، ولا تظنوا انكم وقد تخرجتم فى دور العلم ، قد نهلتم منه ما يروى ظمأكم ، فتعلموا لتزداد ثقافتهم سعة وعمقا ، وتزدادوا للحياة فهما وادراكا لما فيها من جمال وجلال .
وانى حريص على ان اسمع عن رجال البعوث منكم ما ترتاح له نفسى ، وترضاه لكم بلادكم ، وإنا لنريدكم رجالا أقوياء لأن عصرنا هذا لا يعيش فيه الا القوي ، واقرنوا القوة بالطموح ، إذ لا خير فى أمة تفقد روح الطموح …
وليكن لكم مثل أعلى فى الحياة ،فإنه هو الذى ينير لكم الطريق ويثبت أقدامكم عند الشدائد ،ويغرس فيكم حب التضحية …
وان مصر وهى تعلن حربا شعواء على الفقر والجهل والمرض لتنتظر من شبابها المثقفين ، فتيات وفتيان ،ان يسهموا فى خدمتها ، حتى يؤدوا الرسالة الكبرى ،رسالة الوطن القوى العزيز ،وأن ينصرفوا إلى اعداد نفوسهم الاعداد الكامل ، ،وينبذوا الاراء المعوجة ،التى هى وليدة تفكير غير سليم ،حتى يكونوا كما قلت لهم من قبل ، نار تضئ لا نار تحرق …
ايها الشباب : هذه رسالتكم ، وانها لرسالة مصر لكم ، مصر التى هى آمالنا واحلامنا ، فانهضوا بها ، وأدوها حق أدائها ، فالانسان الجدير باسم الإنسانية هو من أدى واجبه ، ثم عرف حقه …
عاشت أمى تؤدى واجبها وتنشر العلم وطبعا عشق الوطن … رحمة الله عليها …