مقالات

ذكرى تأسيس بغداد

كتب – د.صالح العطوان الحيالي

قبل أيام قليلة احتفل العراقيون والعرب والمسلمون بيوم بغداد بمناسبة ذكرى تأسيس مدينة بغداد التي
تطفىء شمعتها 1262 ، منذ بناها ابو جعفر المنصور واعزها الرشيد إنها عميدة العواصم وبطلة حكاياتها وفخرها ، ‏الشموع لا تكفيها، والورود لا تغنيها ، والكلمات لا تفيها. بغداد ايتها الجميلة ، البهية ، الصابرة الودودة ، الشامخة المتكبرة، المتجددة بتاريخك وأهلك وماضيك وغدكِ ان شاء الله .

‏هي أقدم من واشنطن بأكثر من 500 سنة، ومن لندن بمئتي سنة، ومن باريس بثلاثمائة سنة، ومن موسكو بمئة سنة، ومن طوكيو بستمائة سنة ، سميت المنصورية أو مدينة المنصور ، والمدورة ، والزوراء ، ومدينة السلام، ومدينة الخلفاء، وعاصمة الرشيد ، أما أنا فأسميها الناهضة المتجددة المعطاء ، فكم تكالب عليها الغزاة والطغاة والعملاء لكنها كانت لا تموت بل تمرض ، وتكبو لكن سرعان ما تنهض ، ‏بناها أبو جعفر في موقعٍ بين العطيفية والكاظمية حالياً ، نسب العلم لها فكانت مصنع العلماء، ونُسب العمران لها فكانت قبلة المهندسين .

ونُسب الغنى لها فكانت قبلة وصفة المتبغددين ، ‏مدينةٌ ليس المكان احلى ما فيها ولا الهواء انقى ما فيها ، ولا دجلة أبهى ما فيها، بل اهلها أروع مافيها ، شوارعها تتنفس المجد ، وارضها تضجّ بالتاريخ ، وواقعها لا ينبىء عن ماضيها ولا مستقبلها. لم يحبها فقط من وُلد فيها، ولا حتى من عاش فيها، بل احبها كل من جاءها متعلماً أو مسترزقاً أو زائراً أو حتى غازياً، بغداد عندما يغادرها اغلب اهلها ويسودها الغرباء ويسحقها الغزاة يعيد بناءها و مجدها ابناءها.

لا نستطيع أن نوفيها حقها في هذه الكلمات البسيطة ولكن علينا ذكر مجدها وعزها ودورها في النهضة العلمية والثقافية والأدبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى