أخبار عالمية

بعد حادث ماغديبورغ.. الرئيس الألماني يدعو لعدم الاستسلام للخوف

محمد حسونه
دعا الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الثلاثاء، في كلمته التقليدية بمناسبة عيد الميلاد، إلى وحدة البلاد وتماسكها بعد حادث دهس وقع قبل أيام في مدينة ماغديبورغ الذي يغذي خطاب التطرف في خضم حملة الانتخابات التشريعية المقررة في فبراير/ شباط المقبل.
وفي خطابه، تحدث الرئيس شتاينماير عن «الظلال» التي تثقل أجواء أعياد نهاية السنة جراء الهجوم بسيارة أوقع 5 قتلى دهساً وأكثر من 200 جريح مساء الجمعة الماضي في سوق لعيد الميلاد في ماغديبورغ في شمال شرقي ألمانيا.
وأضاف الرئيس الألماني في الكلمة التي تبث عبر التلفزيون الرسمي «الكثير منكم سيكون حزينا خلال فترة عيد الميلاد. الكثير منكم سيكون مضطربا وقلقا وحتى خائفا ربما. كل هذه المشاعر مفهومة لكن يجب ألا تسيطر علينا وألا تشلنا».
وأكد شتاينماير «يجب ألا تكون الكلمة الأخيرة للحقد والعنف. يجب ألا تفرقنا الانقسامات. لنحافظ على وحدتنا!». وأضاف «التماسك عند الضرورة هو ما يميز بلادنا. فلنظهر ذلك الآن بالتحديد».
مواقف مناهضة للإسلام
والمشتبه فيه في تنفيذ الهجوم، سعودي في الخمسين من العمر يدعى طالب جواد العبد المحسن وتم اعتقاله بعد الحادث. وهو طبيب نفسي يمارس عمله في عيادة قريبة من ماغديبورغ. كما يقيم المنفذ في ألمانيا منذ 2006 وقد حصل فيها على اللجوء.
وتبقى دوافع منفذ الهجوم عير واضحة إلا ان الهجوم الذي أودى بحياة أربع نساء وطفل في التاسعة، أعاد مسائل الهجرة والأمن إلى صلب حملة الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 فبراير/شباط المقبل.
وطالبت السلطات السعودية في السابق ألمانيا بـ«تسليمها» المشتبه به السعودي على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة وكالة فرانس برس أمس الإثنين.
وقال المصّدر السعودي إن الرياض حذرت برلين مرات عدة من أنّ المشتبه به «قد يكون خطيرا»، من دون أنّ يقدّم تفاصيل عن أسباب طلب التسليم.
ترحيل اللاجئين
بعد الهجوم ندد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف باستقبال مئات آلاف اللاجئين في السنوات الأخيرة على الأراضي الألمانية.
ومساء أمس، شارك نحو 3500 شخص في تجمع نظمه الحزب في ماغديبورغ حدادا على أرواح ضحايا الهجوم.
وخلال التجمع طالبت نائبة رئيس الحزب أليس فيدل «بالتغيير لنتمكن من العيش بأمان مجددا» فيما كانت الحشود تهتف «طرد، طرد طرد!».
وقال يان فينزل شميد مسؤول الحزب في مقاطعة ساكسن-انهالت «يجب أن نغلق الحدود.. لا يمكننا بعد الآن استضافة مجانين يأتون من كل الدول».
قبل شهرين على الانتخابات، تظهر استطلاعات الرأي أن الحزب اليميني المتطرف المناهض للهجرة والمؤيد لروسيا، سيحصل على 20 % من الأصوات تقريباً خلف المحافظين مع 32% والحزب الاشتراكي-الديمقراطي بزعامة المستشار الألماني أولاف شولتس مع 15%.
دعوة للتسامح
بالتزامن، نظمت فاعلية مناهضة لحزب البديل من أجل المانيا ضمت نحو أربعة آلاف شخص شكلوا سلسلة بشرية مع شموع وأنوار في وسط ماغديبورغ.
وسميت هذه المبادرة «لا تعطي أي فرصة للحقد»، وقال المنظمون إنهم «لاحظوا بخوف وغضب أن ثمة أشخاصا يريدون استغلال هذا الفعل الوحشي خدمة لسياساتهم» ودعوا إلى التسامح.
ووعدت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس التي تتعرض لضغوط كبيرة، بإجراء تحقيق سريع ودقيق لتحديد ما إذا كانت أخطاء محتملة حالت دون تجنب وقوع الهجوم الذي ارتكب بعد ثماني سنوات على هجوم مماثل استهدف سوقًا لعيد الميلاد في برلين وأسفر عن سقوط 13 قتيلا.
 
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى