أخبار عالمية
تصاعد هجمات المسيرات الإوكرانية.. وحرائق ضخمة في روسيا
محمد حسونه
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 121 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل واستهدفت 13 منطقة منها موسكو، وذلك دون الإشارة إلى وقوع قتلى أو إصابات أو أضرار.
وأضافت الوزارة أن 6 طائرات مسيرة دُمرت في محيط موسكو وواحدة فوق العاصمة نفسها، كما استهدف الهجوم مناطق أخرى منها تلك الواقعة على الحدود بين أوكرانيا وكورسك الروسية حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مساحات من الأراضي.
تصاعد حرب المسيَّرات
فيما قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم إن الدفاعات الجوية أسقطت 25 من 58 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال هجوم ليلي.
وأضافت أن 27 طائرة مسيرة روسية أخرى «فُقدت»، في إشارة إلى استخدام كييف لمعدات إلكترونية بهدف تحويل مسارها.
من جانبه، قال رئيس بلدية كورسك الروسية، إيغور كوتساك، إن الهجوم الذي وقع خلال الليل أدى إلى إتلاف خطوط كهرباء وانقطاع الخدمة عن منطقة بالمدينة.
وذكرت الدفاع الروسية أن 20 طائرة مسيرة استهدفت أيضًا منطقة ريازان جنوب شرقي موسكو.
حرائق ضخمة
ونشرت حسابات على تطبيق تيليغرام مقاطع مصورة غير مؤكدة لما وصفها مدونون بأنها حرائق كبيرة في المدينة وقالوا إن مصفاة نفط كبرى ومحطة كهرباء تعرضتا للهجوم بواسطة الطائرات المسيرة الأوكرانية.
من جانبه، قال بافيل مالكوف حاكم منطقة ريازان على تيليغرام إن سلطات الطوارئ تحاول السيطرة على ما أسفر عنه هجوم جوي، مضيفا أن أطقم الطوارئ أخمدت حريقًا بعد أن ألحق حطام طائرة مسيرة أضرارًا بمنزل.
وأفاد رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، إن الدفاعات الجوية اعترضت هجمات شنتها طائرات مسيرة أوكرانية على أربعة مواقع حول العاصمة الروسية.
وذكر سوبيانين في رسالة على تيليغرام أن الدفاعات الجوية جنوب شرقي العاصمة تصدت لطائرات مسيرة «معادية»، دون تحديد عددها.
وأوضح أن طائرتين مسيرتين كانتا متجهتين أيضًا إلى موسكو أسقطتهما الدفاعات الجوية في بودولسك جنوبي العاصمة، إضافة إلى إسقاط طائرة مسيرة في ترويتسكي جنوب غربي العاصمة وواحدة في شيولكوفو إلى الشمال الشرقي.
«وقف الحرب السخيفة»
في السياق، قال دونالد ترمب في مؤتمر منتدى دافوس الاقتصادي العالمي إنه يريد لقاء فلاديمير بوتين قريباً «لوقف هذه الحرب السخيفة».
وأضاف ترمب، الذي هدد بفرض عقوبات على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق: «أود حقاً أن أتمكن من مقابلة الرئيس بوتين قريباً لإنهاء تلك الحرب… وهذا ليس من منظور الاقتصاد أو أي شيء آخر. إنه من منظور أن ملايين الأرواح تضيع… إنه دمار، ويجب علينا حقاً أن نوقف هذه الحرب».
كما اتهم الرئيس الأميركي منظمة أوبك لإنتاج النفط العالمية بإطالة أمد حرب أوكرانيا بعدم خفض أسعارهم، الأمر الذي كان سيؤثر على إيرادات النفط الروسية ويؤدي إلى «نهاية فورية للحرب بين روسيا وأوكرانيا».
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن تهديدات ترمب بشأن إنهاء الحرب لا تحمل جديداً بشكل خاص، لكن موسكو تتابع عن كثب «جميع التفاصيل» في الخطاب وتظل منفتحة على الحوار. وأضاف بيسكوف أن ترمب قد فرض عقوبات على روسيا في ولايته الأولى كرئيس.
لكن تصريحات ترمب لاقت ترحيبا في أوكرانيا، إذ قال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها: «نحن نرحب حقًا بمثل هذه الرسائل القوية من الرئيس ترمب ونعتقد أنه سيكون الفائز»، مضيفا: «نعتقد أن لدينا فرصة إضافية لإدخال ديناميكية جديدة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الحرب».
إرسال قوات من الناتو
رفضت روسيا فكرة إرسال قوات حفظ سلام من دول حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا في حال حدوث هدنة.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن ذلك قد يتسبب في «تصعيد غير قابل للتحكم».
وكان الرئيس الأوكراني، قد قال فولوديمير زيلينسكي، يوم الثلاثاء إن ما لا يقل عن 200,000 من قوات حفظ السلام الأوروبية سيكونون بحاجة لمنع هجوم روسي جديد بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
إجلاء أطفال خاركيف
أعلنت أوكرانيا عن إجلاء الأطفال من عدة بلدات في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية التي تهددها القوات الروسية.
وقال حاكم منطقة خاركيف، أوليغ سينهوبوف، «سيتم إجلاء 267 طفلاً وعائلاتهم من 16 مستوطنة إلى أماكن آمنة».
وأضاف سينهوبوف أن البلدات والقرى المتأثرة تقع بالقرب من مدينة كوبانسك، التي حاولت روسيا الاستيلاء عليها لشهور حيث تدور المعارك حول أطرافها. «تم اتخاذ القرار بسبب القصف العدائي المكثف. نحن نحث العائلات التي لديها قُصر على إنقاذ حياتهم وترك المناطق الخطرة»، قال سينهوبوف.
وتتقدم القوات الروسية في منطقة خاركيف شمال مدينة كوبيانسك التي كانت من الأماكن الرئيسية التي استعادتها أوكرانيا في 2022.
إصلاحات التجنيد الأوكراني
قال قائد ساحة المعركة الذي تم تعيينه مؤخرًا في مكتب الرئيس الأوكرامي، أن كييف في المراحل النهائية من إعداد إصلاحات التجنيد لجذب الشباب من 18 إلى 25 عامًا الذين هم حالياً معفيون من التجنيد.
وقال العقيد بافلو باليسا إن نظام التجنيد الحالي الذي ورث من الحقبة السوفيتية كان يعيق التقدم. على الرغم من أن أوكرانيا قد أصدرت بالفعل قانونًا لتقليص سن التجنيد من 27 إلى 25 عامًا، إلا أن التدابير لم تؤثر بالشكل المطلوب في تعويض الخسائر في الصفوف أو استبدال القتلى في معركتها مع روسيا.
أحد المبادرات التي وصفها باليسا بأنها «عقد صريح» يتضمن حوافز مالية، وضمانات واضحة للتدريب، وتدابير لضمان الحوار بين الجنود وقادتهم.
وستستهدف الخطة الأوكرانيين الذين لديهم حق التأجيل أو الذين تم تسريحهم بعد إصدار قانون التجنيد.
وقال باليسا: «حتى الآن، رأيي هو أننا بحاجة لبدء حوار مفتوح مع المجتمع. لأن الدفاع عن الدولة ليس فقط مسؤولية القوات المسلحة، بل هو واجب على كل مواطن أوكراني، وهو التزامهم».
يشار إلى أن أوكرانيا وروسيا تتبادلان شن هجمات على منشآت الإنتاج العسكري في عمق أراضي كل منهما خلال الحرب، إذ تستهدف القوات الأوكرانية، بشكل شبه يومي، المناطق الحدودية الروسية في مقاطعات بيلغورود، وبريانسك، وكورسك، وفورونيج، وروستوف، وشبه جزيرة القرم، باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ.
في المقابل، تواصل القوات المسلحة الروسية، منذ يوم 24 فبراير/شباط 2022، تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة بهدف نزع سلاح أوكرانيا والقضاء على التهديدات الموجهة إلى أمن روسيا.