أخبار عالمية
استياء إسرائيلي من عودة النازحين لشمال غزة
محمد حسونه
بحالة من الاستياء تابعت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم وعودة النازحين الفلسطينين من جديد إلى شمال قطاع غزة، ضمن اتفاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وعلقت القناة 12 العبرية على مشهد عودة مئات آلاف الغزيين إلى الشمال بأنها «الصورة التي انتظرت حماس لتراها».
فيما زعم المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال «غالي تساهل»، دورون كادوش، أنه مع عودة هذا العدد الكبير من النازحين يمكن «تهريب السلاح بسهولة»، بحد ادعائه، قائلا: «يمكن لحماس نقل الكثير من الأسلحة إلى الشمال».
وأكد أنه ليس لدى إسرائيل قدرة جدية على حل هذه القضية.
صعوبة العودة للقتال
وتابع في منشور له على منصة إكس: «باختصار حماس حصلت على ما تريد، من العودة إلى السيطرة الكاملة على شمال القطاع، وعودة السكان إليه (أكثر من 1.5 مليون نسمة) بعد أن تم إفراغه».
ورأى أن عودة السكان إلى الشمال مرة أخرى سيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي العودة للقتال في تلك المنطقة إذا أراد المستوى السياسي هذا الأمر بعد نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق، متابعا: «إن العودة إلى القتال في منطقة مكتظة بالسكان مثل مدينة غزة ستكون في غضون أسابيع قليلة مهمة شبه مستحيلة».
فيما رأت القناة 14 اليمينية في صورة عودة النازحون وهو يرددون الأغاني أنها «صورة مشينة».
«استسلام مطلق»
وعلى المستوى السياسي، علق رئيس حزب «القوة اليهودية» ووزير الأمن القومي السابق، اليميني المتطرف ايتمار بن غفير، على عودة النازحين والانسحاب من محور نتساريم بأنه «انتصار لحماس».
وعلق بن غفير عبر حسابه على منصة إكس: «إعادة فتح طريق نتساريم هذا الصباح وإدخال عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هي صور انتصار لحماس وجزء إضافي ومهين من الصفقة».
وزعم: «هكذا يبدو الاستسلام المطلق، جنودنا لم يضحوا بحياتهم من أجل السماح بظهور هذه الصور»، مطالبا بالعودة إلى «القتال والتدمير».
فيما علق وزير الجيش يسرائيل كاتس قائلا: «سنواصل التطبيق الصارم لوقف إطلاق النار في الشمال والجنوب. ومن ينتهك القواعد أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيتحمل الثمن كاملا، ولن نسمح بالعودة إلى واقع 7 أكتوبر».
عودة النازحين
وصباح اليوم، توافد النازحون الفلسطينيون حاملين حقائبهم على ظهورهم، في طريقهم للعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة.
وأفاد مراسلنا بأن جسرًا بشريًّا ضخمًا تحرك من شارع الرشيد، مستهدفين العودة إلى مناطقهم التي خرجوا منها تحت ضغط الاحتلال.
واستطلعت «الغد» آراء عديد من المواطنين، الذين عبروا عن فرحتهم بالعودة إلى منازلهم، بينما انطلقت الزغاريد من النساء تعبيرًا عن الفرح.
وقال أحد النازحين، إننا جاهزين لإعادة إعمار منازلنا المدمرة، فقد كنا بحاجة إلى العودة إلى الشمال بعد غياب طويل.
نازحون فلسطينيون يعودون إلى منازلهم شمال غزة – رويترزنازحون فلسطينيون يعودون إلى منازلهم شمال غزة – رويترز
وردد الشباب الفلسطينيون أناشيد تدعو إلى الصمود، مؤكّدين أنهم لن يفرطوا في أرضهم.
وأوضح مراسلنا أنه بعد 15 شهرًا من المعاناة والمجازر، عاد السكان إلى منازلهم في شمال قطاع غزة رغم الدمار والخراب الذي خلفته الأحداث.
وأشار مراسلنا إلى أن العائلات التي عاشت أيامًا في برد قارس، تحركت أخيرًا نحو منازلها.
كما رصدت «الغد» تقدم السيارات ببطء نحو شمال قطاع غزة، والتي تتطلب قطع مسافة 10 كيلومترات، وعودة مئات الآلاف من النازحين مشيا على الأقدام.
اختراق الهدنة
وأمس، اخترق جيش الاحتلال الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمنع النازحين في الجنوب من العودة إلى الشمال، تحت ذريعة عدم تسليم المجندة أربيل يهود، رغم تأكيد حركة حماس أنها على قيد الحياة وسيتم تسليمها.
وقال مراسل الغد، إن عشرات الآلاف من المواطنين الذين جاءوا من أقصى نقطة من جنوب القطاع، يفترشون الأرض في ظل البرد الشديد، وبينهم أطفال ونساء وكبار سن لا يقوون على الحركة.
وأشار المراسل إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم أن حركة حماس اخترقت اتفاق وقف إطلاق النار، وأطلق تحذيرات للمواطنين بعدم الاقتراب من محور نتساريم وقالت إنها سوف تصدر تعليمات ريثما إعادة المجندة الإسرائيلية.