محمد حسونه
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في ثلاث مدن شمال الضفة الغربية، عقب الإعلان عن توسيعها لتشمل قرى وبلدات أخرى في نطاق الأغوار الفلسطينية.
وفي جنين، تدخل العملية يومها الرابع عشر على التوالي في أعقاب عمليات نسف غير مسبوقة طالت عشرات المنازل في عدة حارات داخل مخيم جنين.
وأفاد مراسل «الغد» بأن بلدة سيلة الحارثية، غرب جنين، شهدت حصار عدة منازل وسط عمليات مداهمة واسعة واندلاع اشتباكات مسلحة، تخللها استهداف آليات عسكرية بعبوات ناسفة.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال أجبر عشرات العائلات الفلسطينية في منطقة «الهدف» بمحيط مخيم جنين على إخلاء منازلها تمهيدًا لتفجير منزل عائلة الشهيد نضال العامر، المتهم بالضلوع في تفجير مدرعة «النمر» الإسرائيلية في سهل مرج ابن عامر شمال مدينة جنين، في 26 يناير/كانون الثاني 2024.
ولفت إلى أن الاحتلال أجبر العائلات على مغادرة منازلها عبر طائرات مُسيرة «درون» مزودة بمكبرات صوت.
ونسف الاحتلال، أمس، عددًا كبيرًا من المنازل في مخيم جنين بعد تفخيخها ضمن العدوان المستمر على المخيم والمدينة.
ورصدت كامير الغد أمس على الهواء مباشرة عمليات نسف نفذها الاحتلال في الجانب الشرقي في مخيم جنين، وتصاعدت أعمدة الدخان جراء عمليات التفجير المتزامنة والقوية.
وفي طولكرم، دخلت العملية اليوم الثامن مع استمرار تفريغ مخيم طولكرم وإجبار مئات العائلات على النزوح، وسط الدفع بمزيد من آلياتها العسكرية، ومداهمة المنازل وعمليات الاعتقال.
وفجر اليوم، داهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في ضاحية عزبة الطياح جنوب مدينة طولكرم، واعتقلت خمسة شبان بحسب ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني.
كذلك يواصل الاحتلال حصار مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني، في الوقت الذي اتخذت من المباني المحيطة بهما ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال تدفع بمزيد من آلياتها إلى المدينة ومخيمها، وتنشر جنودها بأعداد كبيرة في الشوارع والأحياء وتقوم بتفتيش المنازل والأزقة والتضييق على المواطنين.
وفي مخيم طولكرم، واصل الاحتلال نشر أعداد كبيرة من جنوده في أحيائه وأزقته كافة، ومداهمة المنازل، واجبار سكانها على مغادرتها، والاستيلاء على البنايات العالية وتحويلها إلى منصات قنص وإطلاق نار صوب المواطنين.
ويعيش مخيم طولكرم أوضاع إنسانية صعبة، بعد أن دمرت جرافات الاحتلال بشكل كلي وجزئي المنازل والمحلات التجارية، وتدمير كامل للبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، وبات من الصعب وصول الطواقم المتخصصة من البلدية وغيرها لإصلاحها بسبب منع الاحتلال لها من الدخول إلى المخيم.
كما تفاقم وضع المواطنين الذين ما زالوا موجودين في منازلهم من كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
ومساء أمس، اقتحمت قوات الاحتلال مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقرب من مستشفى الشهيد واحتجزت الطواقم الموجودة داخله، ومنعت الطواقم الميدانية من الدخول إليه.
وفي بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس تدخل العملية اليوم الثاني على التوالي مع استمرار عمليات التدمير الواسعة للبنية التحتية الى جانب شن عمليات اعتقال وتحقيق ميداني طالت عشرات الشبان.
يأتي هذا فيما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال في عدة مدن بالضفة الغربية، والتي طالت فلسطينيين في سلوان ورام الله ونابلس.